عنابة تكتب فصلا جديدا في حماية التراث

من خلال جرد وترميم المخطوطات

احتضن جامع "صالح باي" بالمدينة القديمة، مؤخرا، ورشة حية مخصصة لجرد وترميم المخطوطات، أشرفت عليها السيدة فطومة بن يحي، رئيسة مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة الوطنية الجزائرية، بمشاركة واسعة من إطارات مديرية الثقافة لولاية عنابة، ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف، ودار الثقافة "محمد بوضياف"، ومتحف وموقع "هيبون" الأثري، إضافة إلى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية في عنابة، بحضور لجنة جرد المخطوطات التي أنشئت بإشراف مباشر من السيد والي ولاية عنابة.
شهدت الورشة مشاركة فعالة لمتربصي قطاع الثقافة بالولاية، إلى جانب إطارات دينية متخصصة. وتواصل النشاط في اليوم الموالي، بورشة تقنية دقيقة، شملت جرد المخطوطات، عنونتها وترقيمها، في خطوة تهدف إلى صون هذا الإرث المعرفي وتوثيقه.
وفي السياق ذاته، انتقلت السيدة قدام مريم، رئيسة المهندسين بمخبر الحفظ والترميم التابع للمكتبة الوطنية الجزائرية، رفقة السيد حوامرية سمير، منسق التراث بمديرية الثقافة، ومفتش من مديرية الشؤون الدينية، إلى مسجد "أبي مروان الشريف"، لمعاينة الموقع المحتمل لاحتضان ورشة ترميم المخطوطات. وقد شهدت الزيارة حضور خبير بيولوجي، حيث استُخدمت أجهزة متخصصة لقياس الرطوبة والحرارة، بهدف ضمان شروط الحفظ المثلى للمخطوطات بعد ترميمها.
كما نُظمت في اليوم نفسه، ورشة حية لترميم أحد المخطوطات بمقر جامع "الصالح باي"، تحت إشراف السيدة قدام مريم، بحضور إطارات من مديريتي الثقافة والشؤون الدينية، ضمن فعاليات الأيام التكوينية، التي اختتمت مؤخرا. ولم تغب البصمة الروحية عن هذه الفعاليات، حيث شارك إمام جامع "صالح باي"، الشيخ بوحرام التركي، في فعاليات الورشة، مؤكدًا أهمية هذه الجهود في ربط الأجيال الجديدة بتراثها الديني والعلمي المخطوط، ودعم مسار الحفاظ على الذاكرة الثقافية لمدينة عنابة.