البيئة الأسرية والثقافية تعرقل دخول المرأة مجال المقاولاتية أكدت، أمس، مجموعة من الأستاذات بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، بأن البيئة الأسرية والثقافية تعرقل دخول المرأة إلى عالم المقاولاتية والشغل بشكل جيد، لكنهن اعتبرن بأن المجتمع الجزائري لم يعد ذكوريا بنسبة شاملة، وشددن على أن وضع المرأة يتحسن بارتقاء المستوى الثقافي للأفراد وليس بسن القوانين. وتمحور اليوم الدراسي الذي نظم تحت عنوان «المرأة والاقتصاد» بكلية الاقتصاد، حول المقاولة النسوية في العالم العربي والدول الغربية، حيث تمت مقارنتها مع المقاولات التي أنشأتها نساء في الجزائر، بالإضافة إلى مقارنة مساهمة المرأة الجزائرية في الاقتصاد مقارنة بالمرأة في العالم، في حين تطرقت المتدخلات إلى المكانة التي تحتلها الجامعيات في مجال البحث العلمي، الذي قالت عنه رئيسة اللقاء الأستاذة بديسي فهيمة، إنه مجال مُهمش في الجزائر مقارنة بغيره من الميادين، كما أنه لم يحقق بعد الأهداف المرجوة رغم الأموال الكبيرة المرصودة له، حسبها. وتحدثت الأستاذة لطرش سميرة خلال النقاش عن قدرة المرأة المقاولة العائدة من المهجر على التسيير مقارنة بالمرأة التي تنطلق في مشروعها من المستوى المحلي، كما ذكرت بأن البيئة الاجتماعية تقف دائما ضد المرأة في العمل أو المقاولة رغم ما تبديه من قدرات، ضاربة المثال في ذلك على بعض الأعمال التجارية التي تفرض على المرأة العمل الليلي، لكن المجتمع والثقافة يمنعانها من ذلك، وذلك في رأيها لا يرجع لكون المرأة متساهلة في العمل أو تسعى إلى تحصيل حقوقها على حساب الواجبات، لكنها أمور تفرضها عوامل خارجية لا طاقة لها بمواجهتها. وقد أضافت المتحدثة بأن المجتمع الجزائري في الوقت الحالي لم يعد ذكوريا بشكل شامل. وطرحت متدخلات باليوم الدراسي مشكلة نقص المرافقة للنساء المستفيدات من قروض أنساج، اللواتي يظل عددهن ضعيفا جدا مقارنة بالرجل، في حين ذكرن بأنه عليهن أن يقتحمن مجالات صناعية، وألا يقتصر طموحهن على بعض المجالات القريبة من النشاطات المنزلية، التي ارتبطت بهن لأسباب ثقافية، على غرار صناعة الحلويات والمأكولات والطرز والخياطة، كما أضفن بأن المرأة المقاولة تواجه صعوبات ثقافية أكثر من الرجل، فعدد كبير من الرجال لا يتعاملن معها ويرفضن بيعها المواد الأولية في حالات كثيرة أو يستخففن بها، ما يجعلها غير قادرة على تسيير مؤسستها لوحدها. وأكدن أيضا بأنه على المرأة أن تناضل من أجل تحسين وضعها الاجتماعي وفرض وجودها كطرف فعال ولا يقل كفاءة ومرتبة عن الرجل، وليس ككائن ضعيف وهش يحتاج إلى حماية ورعاية خاصة. لكن بعض المتدخلات اعترفن بأن المرأة قد تكون عدوا نفسها في بعض الحالات، من خلال إعطائها انطباعا بالضعف لغيرها، حيث شددن على أن المرأة يجب أن تتجاوز العقبات التي تقف في وجهها بنفسها، ولا ترضخ لها إذا أرادت الحصول على حقوقها كاملة، كما قالت الأستاذة فهيمة بديسي إن وضع المرأة لا يتحسن بالقوانين، التي تملك الجزائر منها مجموعة كبيرة، وإنما برفع ثقافة المجتمع، كما أن الرجل، حسبها، ليس في حاجة إلى أن «يكتشف» الأنثى، وإنما هو يتغاضى عن مكانتها ويعتبرها ملحقا به، حتى في الفضاء الأسري الضيق، لأنه وجد الوضع الحالي مريحا، إلا أنها مع ذلك أبدت تفاؤلا في أن تتغير نظرته مع الأجيال القادمة.