احتضن المسجد القطب، الشيخ العربي بمدينة تبسة، نهاية الأسبوع، موكبا احتفاليا بمناسبة المولد النبوي الشريف، أشرف عليه والي ولاية تبسة محمد البركة داحاج ، رفقة السلطات الإدارية، الأمنية والعسكرية، و جمع من المواطنين. قدم بالمناسبة مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تبسة بختي سحوان، مداخلة أبرز من خلالها المعاني العميقة للاحتفال بميلاد سيد الخلق، لما يختزله من رمزية دينيّة تكرّس القيم النبيلة السمحاء، الداعية إلى التآزر والتضامن والتكافل الاجتماعي، وإظهار ملامح الاختلاف والتميز عن الثقافات الأخرى، وفرصة متجددة لتأكيد اعتدال الدين الإسلامي وخلوّه من الغلو والتطرف، كما أن المناسبة ، مثلما أضاف مدير الشؤون الدينية ، حدث سنوي تمتزج فيه العادات والتقاليد الشعبية بالأبعاد الروحية، ومظهر يعكس الانسجام بين مكونات الشعب الواحد ، ويعزّز روافد الهوية الوطنية. والي الولاية والوفد المرافق له، أشرفوا بهذه المناسبة العطرة على تكريم الأوائل من حفظة كتاب الله والأحاديث النبوية الشريفة، وتوزيع الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات المقامة بالمناسبة، حيث شملت المسابقة 4 فئات في الحفظ الكامل ل 60 حزبا، و45 حزبا، و 30 حزبا، و 15 حزبا و حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، و كذا البردة، قبل متابعة وصلة من المدائح الدينية و تلاوة جماعية لآيات بينات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى قصائد دينية وفقرات في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف هذا العام بولاية تبسة، مرت باهتة، مقارنة بالسنوات الماضية بسبب جائحة كورونا، و تقلص حجم التحضيرات التي ألفناها في المساجد والمؤسسات الثقافية، حيث كانت تقدم برامج وأناشيد مختلفة، ودروس، ومسابقات، و تكريمات لحفظة القرآن الكريم التي تبدأ منذ حلول شهر ربيع الأول وتنتهي في ليلة الثاني عشر منه، في أجواء إيمانية تعلو فيها أبيات في مدح خير البرية وعلى رأسها قصيدتا " البردة" للبصيري، و"الهمزيّة". وإذا كانت كورونا قد استطاعت أن تحرم التبسيين من الاحتفال كما يجب بمولد خير الأنام، كما جرت عليه العادة منذ عقود من الزمن، فقد كانت فرصة للعائلات للاحتفال في البيوت، في أجواء من الفرح والحبور، وهي تردد أناشيد متناغمة، تتغني بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فرحا وابتهاجا بمقدم مولده، ويتناول الجميع ما لذّ وطاب من المأكولات والحلويات التي أعدت بهذه المناسبة العزيزة على كل