آيت أحمد ترك خلفه حزبا منهكا يرى محند أرزقي فراد إطار ونائب سابق عن جبهة القوى الاشتراكية أن الزعيم التاريخي للآففاس حسين آيت أحمد قرّر- للأسف- مغادرة قيادة الحزب وهو "مبدد" وغير "مجدد"، حيث القيادة في واد والمناضلين في واد آخر، ويتساءل فراد هل الحزب ذاهب إلى مؤتمر خامس جامع سيجعل منه "الدا الحسين" مؤتمرا للمصالحة يشرك فيه كل الإطارات والكفاءات المقصية؟ أم أنه سيعمل خلال هذا المؤتمر على تكريس القيادة الحالية؟، فإذا عمل على الخيار الأول فإن عمرا ثانيا سيعطى للحزب، أما إذا فضّل الخيار الثاني فإنه سيذهب نحو الاحتقان و مزيد من التأزيم. في أول رد فعل له على قرار الانسحاب من قيادة جبهة القوى الاشتراكية الذي اتخذه قبل يومين الزعيم حسين آيت أحمد قال محند أرزقي فراد إطار سابق ونائب عن الحزب خلال الفترة التشريعية 1997-2002 أن كل مناضل في الآففاس كان يطرح على نفسه سؤالين، الأول هل سيرتك "الدا الحسين" الحزب هو مجدد أم مبدد؟ وهل سيذهب الحزب نحو مؤتمر جامع تكرّس فيه المصالحة الداخلية بعودة الكفاءات والإطارات المقصية، أم أن آيت أحمد سيعمل على دعم وتكريس القيادة الحالية؟. وبالنسبة للجواب الأول يقول فراد الذي كان يتحدث "للنصر" أمس "انه وبكل مرارة هاهو الدا الحسين يغادر اليوم الحزب وهو مبدد، وصورته تقول أن هناك جهاز في واد والمناضلين والكفاءات في واد آخر" إذن فبعد 50 سنة الجواب الذي كان ينتظره المناضلون جاء سلبيا، ويضيف أن كل المناضلين المخلصين الأوفياء لقيم الآففاس والقيم اليسارية والوطنية كانوا يتمنون عكس ذلك، وكانوا يريدون أن يروا حزبهم مجددا، لكن للأسف فإن حال الحزب اليوم العكس، حيث يشهد الأففاس نزيفا كل خمس أو عشر سنوات، لأن أي حزب في العالم مهما كان قويا عليه أن يتجدد في كل مرة، وهو ما يحدث في أحزاب كبرى في دول متقدمة. ويؤكد محند أرزقي فراد في هذا الصدد أن جيلهم حاول التجديد، قبل أن يتساءل كيف افهم أنا التجديد؟ "التجديد هو أن يكون الجهاز حيث يكون المناضل ويكون المناضل حيث يكون الجهاز، بمعنى آخر لا للإقصاء والتهميش ونعم لكل الحساسيات داخل الأففاس، لأن الحزب الكبير يكبر بحساسياته وبالهامش الذي يمنحه للمناضل، لكن ما يلاحظ اليوم أن الحزب مبدد لأن المناضل في واد والجهاز في واد آخر".أما السؤال الثاني الذي تحدث عنه فراد فهو "هل الأففاس ذاهب نحو مؤتمر خامس جامع وهو آخر مؤتمر يشارك فيه حسين آيت أحمد؟ بمعنى هل سيجعل منه الدا الحسين مؤتمر المصالحة الداخلية ويشرك فيه كل الكفاءات والإطارات المقصية؟ أم أنه سيرمي بثقله من اجل تكريس ودعم القيادة الحالية"؟. وللإجابة عن هذا التساؤل يقول محند ارزقي فراد إذا نظرنا للجهود التي بذلها آيت أحمد سنة 1995 في سانت إيجيديو من أجل تحقيق المصالحة الوطنية في الجزائر فإننا ننتظر منه مؤتمرا جامعا لا يقصى منه أحد، وهو إن ذهب نحو المصالحة داخل الحزب وعمل على استرجاع الكفاءات سيكون للحزب عمر ثان ومستقبل زاهر، إما إذا دعّم وكرّس القيادة الحالية فإن الحزب يتجه نحو المزيد من الاحتقان ومزيد من التأزيم، وبالنسبة لفراد فإن المؤتمر المقرر سنة 2013 مفتوح على الاحتمالين.وحول ما إذا كان هو شخصيا مستعد للعودة إلى الحزب في حال التوجه نحو مصالحة داخلية خلال المؤتمر المقبل، أكد فراد انه قرر ألا يعود مرة أخرى إلى صفوف الحزب مهما كان الأمر، لكنه مستعد لتقديم العون والتعاون مع كل الإطارات المخلصة داخل الحزب.نشير أن فراد كان من بين الإطارات التي غادرت الحزب بعد خلاف مع زعيمه سنة 1998 رفقة إطارات أخرى كبيرة في ذلك الوقت. محمد عدنان