تشهد الأزمة في فنزويلا بوادر انفراج يطبعه تفاؤل حذر, بعدما بادرت النرويج باستضافة محادثات بين الحكومة والمعارضة هي الاولى بعد جمود سياسي استمر طويلا, في انتظار ما ستسفر عنه نتائج المحادثات التي رحب بها الرئيس نيكولاس مادورو على أمل أن تحقق السلام في البلاد. وشهدت فنزويلا أحداثا متسارعة منذ إعلان رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان), خوان غوايدو, نفسه رئيس انتقاليا للبلاد شهر يناير الماضي, بعدما رفض الاعتراف بشرعية انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو لعهدة جديدة, أبرزها محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها زعيم المعارضة بالتعاون مع بعض القيادات في الجيش, والتي اتهمت الحكومة الفنزويلية الولاياتالمتحدة بالوقوف وراءها. وجاءت محادثات السلام في النرويج كبادرة انفراج للأزمة, بعدما نجحت أوسلو في إقناع طرفي النزاع بالجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حل سلمي يجنب فنزويلا نتائج وخيمة لما يحدث. وبالرغم من العقوبات الأمريكية المشددة على قطاع النفط في البلد العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك), ظل الرئيس الفنزويلي مادورو ممسكا بزمام السلطة بدعم من كوبا وروسيا والصين, ويحتفظ بدعم الجيش والمؤسسات الأخرى في الدولة. وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية زادت من تفاقمها العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على البلاد والتي بدأت في مارس عام 2015قبل أن تتأزم الاوضاع في البلاد وتندلع الأزمة السياسية في 23 يناير الماضي, بعد إعلان غوايدو, وهو رئيس الجمعية الوطنية في البلاد, نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد, بما يتناقض مع الانتخابات التي جرت العام الماضي, وفاز فيها الرئيس الحالي, نيكولاس مادورو.