أبرز مشاركون في منتدى الذاكرة يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن حزب الشعب الجزائري كان "مدرسة لتعزيز الروح الوطنية والتحضير للثورة التحريرية المجيدة". وأوضح جل المتدخلين في هذا المنتدى المنظم بالتنسيق مع جمعية "مشعل الشهيد "و"جريدة المجاهد"، بمناسبة إحياء الذكرى ال 83 لتأسيس حزب الشعب الجزائري، أن هذه التشكيلة السياسية التي تعد امتداد لحزب نجم شمال إفريقيا، كانت بمثابة "مدرسة لتعزيز الروح الوطنية و نشر الفكر التحرري و إيقاظ الضمير الوطني و تنظيم صفوف الشعب للنضال و الكفاح لاسترجاع السيادة الوطنية". وفي هذا الشأن، تطرق المؤرخ جمال يحياوي، إلى المراحل التاريخية لإنشاء الحزب، مبرزا مساهمته في تشكيل المنظمة الخاصة التي كان يشرف عليها المجاهد محمد بلوزداد، والتي سهرت على "تكوين طليعة مسلحة"، ساهمت "بفعالية" للتحضير لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة. وبالمناسبة، ذكر ذات المتحدث، بالبرنامج السياسي، والاقتصادي و الثقافي لهذا الحزب الذي ساهم في إنشاء عدة مدارس وفرق رياضية واتحادات على غرار إتحاد النساء المسلمات الجزائريات، علاوة على دوره في بروز عدة جرائد من بينها جريدة "الشعب" و"البرلمان الجزائري"، "الجزائر الحرة" التي كانت لسان الحزب. من جهته، أبرز المجاهد محمد الطاهر عبد السلام ، الذي يعد أحد مناضلي حزب الشعب الجزائري، دور هذا الأخير في "تكوين الشباب الذين فجروا ثورة أول نوفمبر" واصفا إياه ب " صانع التاريخ الوطني"، مشيرا إلى أن المشاكل التي شهدها الحزب، تعود بالدرجة الأولى إلى الخلاف حول "الطريقة المثلى لمواجهة العدو"، مؤكدا أن هذه المشاكل "لا تتعلق بتولي المناصب". من جانبهما، أشار المجاهدين محمد غفير و حسين زهوان من خلال مداخلتهما إلى" التفاف مختلف شرائح المجتمع سيما الشباب منهم حول هذا الحزب الذي تمكن من امتلاك قاعدة شعبية واسعة في ظرف وجيز"، مبرزين أن هذه الميزة، جعلت المستعمر الفرنسي، يمارس ضغوطات مستمرة على مناضليه و يراقب تحركاتهم سيما منهم زعمائه وذلك من أجل حل هذا الحزب الذي وصفوه ب "مدرسة حقيقية لتعزيز الروح الوطنية و الفكر التحرري". تأسس حزب الشعب الجزائري بتاريخ 11 مارس 1937 بضواحي باريس (فرنسا) بعدما حلت السلطات الفرنسية حزب نجم شمال افريقيا في 26 يناير 1937، ولكن مناضلي الحزب لم يتوقفوا عن مواصلة نشاطهم النضالي واستمروا في النشاط تحت تسمية "أصدقاء الأمة"، إلى غاية تأسيس حزب الشعب الجزائري على يد مصالي الحاج، وفي 26 سبتمبر 1939، أصدر المستعمر الفرنسي قرار حل حزب الشعب الجزائري والزج بزعمائه في السجن.
