أبرز عدد من المتدخلين في اليوم الاول من ملتقى أصدقاء الثورة الجزائرية، المنعقد بالجزائر العاصمة، البعد الانساني للثورة التحريرية، والذي دفع أحرار العالم إلى الالتفاف حولها ومساندتها. وأكد هؤلاء في مداخلات أن الثورة التحريرية شكلت "محطة حاسمة" في تاريخ مكافحة الاستعمار خلال القرن ال20 وكانت "محل إعجاب وتمجيد من خلال القيم والمبادئ التي تضمنها بيان أول نوفمبر في الدفاع عن كرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية والتضامن وحق تقرير المصير". وفي هذا الصدد، استعرض السيد استبان سيلفا كوادرا، مختص في الدراسات والبحوث المشتركة بين الثقافات الاجتماعية من الجامعة الكاثوليكية لمدينة ليون الفرنسية، مختلف مظاهر وأشكال الدعم الذي تلقته الثورة الجزائرية من دولة الشيلي، لاسيما على الصعيد الديبلوماسي، وهو الدعم النابع --كما قال-- من قناعة هذا البلد بحق الشعب الجزائري في الاستقلال والحرية. وبعد ان ذكر ان الشيلي كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر سنة 1962، أشار ذات المتحدث الى أن العلاقات الجزائرية - الشيلية شهدت "تطورا نوعيا" في مختلف الفترات وعلى كافة الأصعدة. بدورها، تطرقت السيدة شيرين نبيل توفيق، وهي إعلامية مصرية، الى "معركة استقلال الجزائر والدور المصري الكبير الذي قامت به لدعم ومساندة الثورة، انطلاقا من مبدأ نصرة كفاح الشعب الجزائري والتضامن بين الشعوب". ولفتت الاعلامية المصرية الى أن بلادها "كانت حاضرة في دعم الخطط السياسية والعسكرية والإعلامية وشحنات السلاح وغيرها"، مشيرة الى أن إذاعة صوت العرب كانت هي "الجهاز الإعلامي الوحيد والرئيسي للثورة الجزائرية ولغيرها من الدول الساعية الى التحرر والاستقلال". من جانبه، قدم الأستاذ الجامعي الفرنسي، ترامور كيمينور، مداخلة تناول فيها موضوع متمردي الجيش الفرنسي (1954 - 1962 ) والذين بلغ عددهم قرابة 12 ألف رفضوا المشاركة في الحرب ضد الجزائريين، مبرزا أن هذه التمردات انعكست سلبا على الوضع في فرنسا واكتست في العديد من المرات "طابعا انسانيا رافضا لسياسة القمع الفرنسية تجاه الجزائريين العزل". وفي محاضرة تحت عنوان "الثورة الجزائرية، ثورة كل أحرار العالم"، تطرق الباحث في التاريخ محمد القورصو الى الطابع الانساني الذي تحلت به الثورة التحريرية من خلال اتخاذها لأساليب الدفاع عن نفسها وتحقيق غايتها في الاستقلال. وأضاف أن القيم والمبادئ الانسانية التي راعت حقوق الانسان وحق الشعوب في العيش الكريم في ظل الاستقلال التي اندلعت من أجلها الثورة التحريرية، "ساهمت في التفاف أحرار العالم حول هذه الثورة وحول قضية شعب كافح مطولا من اجل استرجاع سيادته المسلوبة". للإشارة، تخللت أشغال هذا الملتقى الدولي تنظيم ورشتي عمل تم خلالها تناول القيم الانسانية للثورة الجزائرية ومساهمة أصدقاء الثورة في دعمها.