وزير العدل يؤكد من الدوحة التزام الجزائر الراسخ بمكافحة الفساد وتعزيز التعاون الدولي    مجلس الوزراء يقر زيادات تتراوح بين 5 و10 بالمائة في معاشات التقاعد    التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي محور لقاء وطني    جيش الاحتلال يقصف أنحاء متفرقة في قطاع غزة    الاحتلال الصهيوني يستهدف الحرم الإبراهيمي    السودان : مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات في قصف لقوات الدعم السريع    تشيلي : فوز مرشح اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية    بوشكريو يكشف عن قائمة تضم 33 لاعباً    انطلاق أشغال إنجاز مصنع تحلية مياه البحر    أسبوع للمساعدة الاجتماعية بولايات الجنوب    الأطعمة المدخّنة.. إقبال ومُخاطرة بالصحة    تتويج صرخة صمت    اتفاقية تعاون بين المحافظة السامية للرقمنة ووزارة الشباب لاستغلال موارد الحوسبة السحابية السيادية    الجزائر تحتضن اجتماعًا استشاريًا إفريقيًا لخبراء مكافحة الإرهاب    افتتاح الأيام الوطنية للديودراما بالشلف بمشاركة فرق مسرحية من عدة ولايات    هذه المحاولات تمثل اعتداءً على العقد الاجتماعي الوطني    الدولة الجزائرية تعتمد بطاقة "Mastercard" رسميا    انطلاق التسجيلات لدورة فيفري 2026    دعوة"الماك"مصيرها الزوال..!؟    الجيش الوطني الشعبي قوة تصدير سلم وأمن واستقرار    جهود لحماية التنوع البيئي بالشريعة    الرئيس ينمنع هدم السكنات غير القانونية في الشتاء    إطلاق منصة للتواصل بين المؤسسات    الجزائر بذلت جهودا جبارة لترقية قيم العيش معا في سلام    المذكرات الورقية تنسحب من يوميات الأفراد    الملتقى الوطني الموسوم بعنوان الكتابة السردية النسائية الجزائرية (الوعي والتحول)    دعم الاستثمار وتحسين معيشة المواطن    سقوط أوهام المتاجرين بالوحدة الترابية    وحدة الوطن والتحام الأمة مبعث قوة ومناعة الجزائر    الرئيس تبون جعل الشباب ركيزة التنمية والاستقرار    نساء المغرب في مواجهة آلة القمع وسياسات التفقير    زيادات في المنح الاجتماعية لعمال التربية جانفي المقبل    أنشطة التكرير تنتعش وتلبي الحاجيات    وفاة الفنان الموسيقار والملحن نوبلي فاضل    دعم السيادة الصحية بتبادل المعطيات الوبائية والاقتصادية    بلومي يعود من بعيد ويتخلص من شبح الإصابة    جدل كبير حول مستقبل رياض محرز مع الأهلي السعودي    حركة تنموية بخطى ثابتة في عاصمة الحمامات المعدنية    إنتاج 482 ألف قنطار من الزيتون بمعسكر    ياسين براهيمي يكشف سّر رحيله المبكر عن أوروبا    درك مدريسة يوقف لصوص المواشي    مغامرة انسانية عمادها البساطة والإبداع    هل إقالة المدير هي الحل؟    قافلة لاستكشاف السياحة التاريخية    من أسماء الله الحسنى .. الحليم    فتاوى : سجل في موقع مراهنات وأعطوه هدية    خنشلة : مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تاريخ مشرف    اللعبان بركان وبولبينة ضمن قائمة"الخضر"في ال"كان"    أبو يوسف القاضي.. العالم الفقيه    بسبب مشاركة المنتخب الوطني في البطولة الافريقية للأمم-2026..تعليق بطولة القسم الممتاز لكرة إلى اليد    عودة مفاجئة وثنائي جديد..بيتكوفيتش يعلن عن قائمة "الخضر " لكأس أمم أفريقيا 2025    الدور ال16 لكأس الجزائر:اتحاد الحراش يطيح بشبيبة القبائل، جمعية الشلف ووفاق سطيف يحسمان تأهلهما    الجزائر تُنسّق مع السلطات السعودية    40 فائزًا في قرعة الحج بغليزان    الاستغفار.. كنز من السماء    الاستماع لمدير وكالة المواد الصيدلانية    صهيب الرومي .. البائع نفسه ابتغاء مرضاة الله    إجراء القرعة الخاصة بحصة 2000 دفتر حجّ إضافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدرسة العليا للفنون الجميلة.. لم يبق إلا الهيكل
نشر في الجزائر نيوز يوم 12 - 10 - 2011

يعيش طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، بالجزائر العاصمة، حالة من الغليان بسبب طرد الإدارة ل 58 طالبا دون إحالتهم على مجلس تأديبي، واتخاذ الإدارة لقرارات ارتجالية دون الاعتماد على أي نص قانوني، إضافة إلى تقديم المسؤولين لوعود لم تطبق في أرض الميدان، ناهيك عن تردي الوضع البيداغوجي ونقص الإمكانيات المادية والمعنوية، فيما لا يستبعد الطلبة الدخول في حركة احتجاجية واسعة للضغط على الإدارة للاستجابة إلى مطالبهم··
يزداد الوضع العام بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة سوءا من يوم لآخر، حيث خلقت حالة من الغليان في نفوس الطلبة الذين يعيشون أصعب أيامهم بسبب قرارات تم اتخاذها من طرف الإدارة اعتمادا على قانون داخلي، يصفه الطلبة، بالوهمي، لم يخدم إطلاقا الطالب الذي يدفع الثمن لوحده، إذ أصبحت حياته الدراسية في خطر، وتعددت المشاكل التي جعلت مصير العشرات من الطلبة مهددا بعدم مواصلة مشوارهم الدراسي·
طرد 58 طالبا بطريقة تعسفية
كشف ممثلو طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، أن الأوضاع المتعفنة التي تعيشها مدرستهم بدأت أواخر السنة الدراسية 2010/2011, وبالضبط في شهر جوان خلال عقد المجلس البيداغوجي الذي اتخذ إجراءات جديدة وصارمة لم يتقبلها الطلبة، على غرار الطرد التعسفي ل 58 طالبا الذين حرموا من اجتياز امتحانات الاستدراك بالرغم من أن العديد منهم تحصلوا على معدل عام يفوق 9.5 ولا تنقصهم إلا بعض النقاط للانتقال إلى السنة الموالية، وقرر المجلس أيضا أن يعيد 30 طالبا السنة، وهذا الرقم يخص طلبة السنة الأولى جذع مشترك فقط، ولم يسمح إلا لطالب واحد باجتياز مرحلة الاستدراك· وصرح ممثلو الطلبة أنهم، فور صدور هذه القرارات، راسلوا الإدارة وتلقوا وعودا مباشرة من طرف المدير السيد قصاب، حيث أكد الطلبة أن هذا الأخير طمأنهم بأخذ انشغالاتهم بجدية، وأمرهم بالتحضير في العطلة الصيفية لاجتياز امتحانات الاستدراك في شهر سبتمبر، وأنه هو الوحيد الذي من شأنه أن يتخذ قرارا في هذا الشأن، وقال لهم ''ليس لديّ أية نية لطرد الطلبة من المدرسة''· وأضاف الطلبة إنهم قدموا الطعون للإدارة وغادروا المدرسة دون شنّ حركة احتجاجية، لكنهم تفاجأوا خلال الدخول الجامعي الجديد 2011/2012 بقرارات خطيرة وصفوها ب ''التعسفية'' التي تمخضت عن المجلس البيداغوجي الثاني الذي انعقد في 11 سبتمبر المنصرم، الذي أسفر عن تأييد كل القرارات التي اتخذها المجلس البيداغوجي الأول في شهر جوان المنصرم، وأكثر من ذلك تم رفض طعون الطلبة، وأقر طرد 58 طالبا·
المدرسة تفتقد إلى قانون داخلي؟
ما يميز الغموض أكثر في القرارات الجديدة التي طبقتها إدارة المدرسة العليا للفنون الجملية، هو أن هذه الأخيرة، وحسب تصريحات ممثلي الطلبة، تفتقد لقانون داخلي، حيث كشفوا أن المجلس البيداغوجي أقر أن كل طالب تحصل في 5 مواد على علامة أقل من معدل عشرة من المواد الإجمالية يمنع آليا من اجتياز امتحانات الاستدراك، حتى ولو كان يملك معدل عشرة وأحيانا أكثر، حيث تحصلنا على بعض الطعون رفعها بعض الطلبة للإدارة وردت فيها معدلات تتراوح بين 8.50 إلى 9.90, وأكثر من ذلك، يطبق القرار نفسه حتى على الطلبة الذين تحصلوا على معدل عشرة ولم يتحصلوا على معدل في 5 مواد، حيث أن هؤلاء مجبرون على اجتياز امتحانات الاستدراك، واستغرب الطلبة من هذا القرار، مؤكدين أنه لا توجد أية مادة قانونية تنص على هذا الإجراء، وأن القانون القديم يسمح لكل طالب تحصل على معدل أقل من 7.5 باجتياز امتحانات الاستدراك، إذ لم يفهم الطلبة على أي أساس تم اتخاذ هذه القرارات· وفي هذا الصدد، كشف ممثلو الطلبة أن مدرستهم كانت في السابق تسير بقانون داخلي تم إلغاؤه بعد الإجراءات الجديدة التي اُتخذت في المدرسة، لكن الإدارة لم تقم بسن قانون جديد، مؤكدين أن المدير أكد لهم خلال اجتماعهم معه نهاية السنة الدراسة المنصرمة أن الإدارة بصدد الإعداد لقانون داخلي جديد، لكن أكد الطلبة أنهم لم يطلعوا عليه إطلاقا، وأن الإدارة لم توزعه على الطلبة، وما يثبت هذا الأمر هو أن الطلبة راسلوا وزارة الثقافة وقدموا لها شكوى ينددون فيها باتخاذ الإدارة لقرارات تعسفية في حقهم دون الاعتماد على نص قانوني، وأرفقوا الشكوى بعريضة أمضاها العشرات من الطلبة، تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منها، مؤكدين أنهم لم يطلعوا على القانون الداخلي الجديد أبدا، وأن الإدارة لم تقم بتوزيعه عليهم، هذا ما جعل الطلبة يعتبرون أنفسهم ضحايا المجلس البيداغوجي الذي ''يتخذ قرارات تعسفية تعرقل المشوار الدراسي للطلبة''·
طرد الطلبة دون إحالتهم على المجلس التأديبي وتساؤلات عمن يسير المدرسة؟
إجراء آخر تم تطبيقه هذه السنة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة لم يهضمه الطلبة، ويتعلق بطرد 58 طالبا دون إحالتهم على المجلس التأديبي، وهذا ما يتنافى مع القوانين المعمول بها في كل المؤسسات التعليمية والتربوية والتكوينية بالجزائر، حيث كشف ممثلو الطلبة أنه، ونظرا لغياب القانون الداخلي، أصبحت الإدارة تسير بقرارات المجلس البيداغوجي، وأنها تطبق حرفيا قراراته دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطلبة، وأشاروا إلى أن قرار طرد 58 طالبا تم اتخاذه في المجلس البيداغوجي· وفي سياق متصل، أكد ممثلو الطلبة أنهم لا يفهمون من هو المسير الحقيقي لمدرستهم، إن كان المدير أو أطراف أخرى؟ حيث كشفوا أن المدير شخصيا وعدهم في نهاية السنة المنصرمة بحل مشكلهم وإجراء امتحانات الاستدراك بطريقة عادية، لكنهم تفاجأوا بداية السنة الجامعية الجارية بقرار آخر يمنعهم من دخول الامتحانات الاستدراكية، وهنا يتساءل الطلبة، كيف حدث هذا التحوّل ومن هو المسير الحقيقي لمدرستهم؟!
الطلبة ينتقدون طريقة توجيههم إلى التخصصات
أبدى طلبة المدرسة العليا للفنون الجملية استياءهم الشديد من الطريقة المطبقة بمدرستهم من طرف الإدارة في توجيه الطلبة إلى التخصصات الراغبين فيها، ووصفوها بالفوضوية والعشوائية، مشيرين إلى أن أغلبية الطلبة يوجهون إلى تخصصات غير التي يطلبونها في بطاقة الرغبات رغاما عنهم، وأكدوا أن الإدارة لا تأخذ بعين الاعتبار رغبات الطلبة· وفي هذا الصدد، كشفوا عن حالات عديدة لبعض الطلبة الذين أصيبوا ببعض أمراض الحساسية الناجمة عن المواد والتجهيزات المعتمدة عليها في بعض التخصصات، لاسيما خلال الأعمال التطبيقية داخل الورشات، حيث قدموا للإدارة ملفات طبية، مطالبين بتخصصات تتلاءم مع وضعيتهم الصحية لتفادي أية مضاعفات صحية لهم، لكنهم تأسفوا لعدم أخذ الإدارة بعين الاعتبار لهذه الحالات·
مواد دون معامل والطلبة يطالبون بالعودة إلى نظام التخصص
أثارت الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها بالمدرسة العليا للفنون الجملية بالعاصمة، وقضت بتغيير النظام القديم المتمثل في نظام التخصص، واستبداله بنظام الجذع المشترك استياء الطلبة، حيث انتقدوا هذا الإجراء، مؤكدين أنه لم يخدمهم إطلاقا، مفضّلين العودة إلى نظام التخصص الذي -حسبهم- يمنحهم الفرصة للتكوين والتعلم بطريقة جيدة وأكثر فعالية، ويمنحهم الفرصة لاستغلال وقت أكثر في التخصص الذي يدرسونه، عكس نظام الجذع المشترك الذي اعتبروه تضييعا للوقت أكثر من التكوين والتعليم، وحسبهم، فإن هذا النظام يعرقل عملية التحصيل والتكوين الجيد· والأمر الذي جعل هؤلاء الطلبة ينتقدون بشدة هذا النظام الجديد، هو غياب المعامل في المواد، مؤكدين أن كل مواد السنة الأولى لها معامل واحد، وأن الإدارة تعتمد بالخصوص على مادة تاريخ الفن لتقرير مصير الطلبة في الانتقال للسنة الموالية أو اجتياز امتحانات الاستدراك أو إعادة السنة أو الطرد من الدراسة، حيث طالبوا بضرورة رد الاعتبار للمواد الأساسية ورفع معاملها·
تطبيق الازدواجية في استغلال الورشات
مشكل آخر يفرض نفسه بقوة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، ولم يتقبله الطلبة، هو طريقة التعامل في الورشات، حيث أكد ممثلو الطلبة أن الورشات يتم استغلالها بطريقة غير عادلة بين الطلبة والأساتذة، وأن الإدارة تمارس الازدواجية في منح حرية الاستغلال لهذه الورشات، وكشفوا أنهم في كل مرة يجدون أنفسهم أنهم مضطرون للتعامل مع أعوان الأمن، الذين يسيرون ويمتلكون مفاتيح هذه الورشات التي يمتنعون عن فتحها للطلبة قصد استغلالها والقيام بأعمالهم الفنية والتطبيقية بها، حيث يشترطون وجود أستاذ المادة، ويقومون بإخراجهم منها في وقت محدد حتى وإن لم يكن هناك فوج آخر ينتظر استغلال الورشة، في حين أكد الطلبة أن هناك فئة من الأساتذة يملكون مفاتيح الورشات ويدخلون إليها لاستغلالها متى أردوا ذلك· وأكثر من ذلك، أكد الطلبة أنه في وقت سابق كان معظم الأساتذة يملكون مفاتيح الورشات، لكن -مؤخرا- تم تعيين أعوان الأمن كمكلفين بفتح وغلق هذه الورشات، وأكد ثلاثة أساتذة بالمدرسة في حديثهم مع ''الجزائر نيوز'' أن استغلال الورشات في مدرستهم يتم بطريقة غير عادلة، وأن بعض الأساتذة مجبرين على انتظار أعوان الأمن لفتح الورشة، كما تأسفوا من عدم ترك الطلبة لاستغلال أوقات إضافية داخل الورشة لمواصلة أعمالهم الفنية·
التيار لا يمر بين الطلبة والإدارة
أكد ممثلو الطلبة خلال عرضهم لمجمل المشاكل التي تتخبط فيها مدرستهم، أن المشكل الرئيسي الذي عمّق من معاناتهم وصعّب من إيجاد حل لانشغالاتهم ومطالبهم هو غياب الاتصال بين الطلبة والإدارة، وقالوا إن ''التيار لا يمر بين الطرفين''، حيث أكدوا أن الإدارة تتخذ القرارات التي لا تخدم الطلبة، وكشفوا أن كل المطالب التي رفعوها للإدارة منذ ثلاث سنوات وإلى يومنا هذا لم تؤخذ بعين الاعتبار ولم يتم تجسيدها على أرض الواقع، مؤكدين أن سياسة الوعود ''طغت على لسان الإدارة''· كما انتقدوا بشدة طريقة التسيير التي تنتهجها الإدارة، مشيرين إلى أنه، وعوض أن تبذل الإدارة مجهودات لتحسين الظروف البيداغوجية في المدرسة وتوفير الجو الملائم للدراسة والتكوين، تفضّل الهروب إلى الأمام، كما أكد ممثلو الطلبة أنهم بتاريخ 2 ماي المنصرم قاموا بإيداع 13 مراسلة في الإدارة، لكنه لم يرد على أي واحدة منها·
مدرسة عليا للفنون الجميلة تتوافر على نصف هيكل عظمي؟
نقائص المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة لا تنتهي عند حد مشاكل التسيير ونوعية السياسة المنتهجة واتخاذ القرارات التعسفية في حق الطلبة، بل أكد محدثونا أن مدرستهم تفتقر للإمكانيات المادية والوسائل اللازمة التي من شأنها أن تساعدهم على التكوين والتعليم الجيد في الفنون، وكشفوا في هذا الصدد أن هذه المدرسة تتوافر على هيكل عظمي واحد، وهو في حالة جد متردية، مؤكدين أنه لم يعد صالحا للعمل خصوصا أنه الوسيلة الوحيدة لإجراء دراسة لتشريح الجسد العظمي ''نحن نستغرب كيف لمدرسة عليا في الفنون الجميلة تتوافر على نصف هيكل عظمي لا يصلح لأي شيء ولا يساعد الطلبة على القيام بمهامهم على أحسن وجه؟'' حسب تعبير أحد ممثلي الطلبة·
إلغاء امتحان السداسي الثاني في مادة المنظور دون أسباب
مشاكل طلبة مدرسة الفنون الجملية بالعاصمة لا تنحصر فقط بينهم وبين الإدارة، بل امتدت إلى صفوف بعض الأساتذة، حيث وجهوا انتقادات لاذعة لأستاذ مادة المنظور (ش·ح)، في رسالة موجهة لوزارة الثقافة مؤرخة يوم 3 أكتوبر 2011, تسلمت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، يتهمونه فيها بإلغاء امتحان مادة المنظور في السداسي الثاني للسنة المنصرمة دون أي سبب ودون إخبار الطلبة بذلك، حارما بذلك الطلبة من علامات في هذه المادة· وأضاف ممثلو الطلبة في تصريحاتهم، أن هذا الأستاذ اتخذ قرار إلغاء الامتحان بمفرده وقام باختيار حصة من الحصص الدراسية المدرجة في السداسي الثاني معتمدا على علامات التمرين التي قام به الطلبة في تلك الحصة، وأدرج تلك العلامات في امتحان السداسي الثاني في مادة المنظور· وحسب محدثنا، فإن هذا الأستاذ لم يأخذ بعين الاعتبار الطلبة الذين تغيبوا عن تلك الحصة وتحصلوا على علامة الصفر، وأكثر من ذلك، كشف الطلبة أن تلك الحصة مبرمجة في الساعة الثامنة صباحا، وأن بعض الطلبة الذين وصلوا متأخرين بدقيقتين عن الحصة منعهم الأستاذ من دخول القاعة وتحصلوا أيضا على علامة الصفر في التمرين· وفي هذا الإطار، أكد ممثلو الطلبة أن عددا معتبرا من الطلبة ال 58 المطرودين من المدرسة كان بسبب علامة مادة المنظور التي أثرت عليهم بنقطة الصفر، وقالوا إن معظم الطلبة تضرروا من هذه العملية، ولو سمح لهم بإجراء الامتحانات لما أعادوا السنة، لأنهم تحصلوا على معدل عام تفوق 9.50.
طلبة الفنون الجميلة محرومون من شهادة واضحة
من جهة أخرى، أثار طلبة الفنون الجميلة مسألة حرمانهم من الحصول على شهادة تصنيف ''ليسانس أو شهادة مهندس··· أو غيرها'' مثلما هو متعارف عليه، لأنه في نهاية مشوارهم الدراسي يحصلون على شهادة من نوع آخر لا تثبت إلا أنهم درسوا بالمدرسة، واعتبروا ذلك بأكبر خطأ ارتكبته الوزارة في حقهم· وحسبهم، فإن هذا الأمر سيولد لهم صعوبات مع الوظيف العمومي في إيجاد منصب شغل أو الاستفادة من درجات سلم التصنيف، حيث لم يفهم الطلبة سبب حرمانهم من الدبلوم رغم أنهم يدرسون 5 سنوات في مدرسة عليا؟
وزارة الثقافة ترفض استقبال ممثلي الطلبة
يتواجد طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة في وضعية يسودها التذمر والسخط، ففي الوقت الذي تأكدوا أن إدارة مدرستهم لا تبالي بمشاكلهم، قرروا رفع انشغالاتهم لوزارة الثقافة كونها الوزارة الوصية، حيث أكد ممثلو الطلبة أنهم توجهوا أكثر من 20 مرة إلى مقر الوزارة لمقابلة المسؤولين لطرح مشاكلهم، إلا أنهم تأسفوا من غلق كل الأبواب في وجههم، وأكدوا أنهم راسلوا رئيسة ديوان وزيرة الثقافة، وطالبوا مقابلتها لطرح مشاكلهم، وهذا ما تثبته الرسالة المؤرخة بيوم 6 أكتوبر 2011, تحوز ''الجزائر نيوز'' على نسخة منها، وتم المصادقة عليها من طرف الوزارة في اليوم نفسه، حيث ضربت لهم المسؤولة ذاتها موعدا لمقابلتهم بمكتبها صبيحة يوم الثلاثاء المنصرم، لكن ونظرا لتفاقم المشاكل بالمدرسة لجأ ممثلو الطلبة إلى الوزارة صبيحة الإثنين للتأكد من الموعد، لكنهم تفاجأوا برفض رئيسة الديوان لاستقبالهم، وإلغاء الموعد المحدد ليوم الثلاثاء·
شنّ حركة احتجاجية هو الحل الوحيد
لم يهضم طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة عدم تدخل المسؤولين بجميع مستوياتهم قصد حل مشاكلهم، فقرروا شنّ حركة احتجاجية بشلّ الدراسة والدخول في إضراب مفتوح، ويرون ذلك الوسيلة الوحيدة للضغط على الوزارة والإدارة للتدخل قصد أخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار، مصرين على ضرورة تجسيد جميع مطالبهم في الميدان والمتمثلة في السماح ل 58 طالبا طردوا بطريقة تعسفية للعودة إلى الدراسة وإجراء امتحانات الاستدراك، والإسراع في إعداد قانون داخلي يتم توزيعه على الطلبة، وإلغاء القرارات ''التعسفية'' المتخذة في حق الطلبة، كما طالبوا بتحسين الظروف البيداغوجية ووضع تحت تصرف الطلبة كل الإمكانيات البيداغوجية والمادية الضرورية تحت تأطير أساتذة المدرسة، وضرورة منح الوزارة شهادة واضحة لطلبة المدرسة في نهاية مشوارهم الدراسي، وشددوا على ضرورة انتماء مدرستهم إلى مديرية الخدمات الجامعية، والاعتماد على نظام التخصص، وطالبوا أيضا بالرحيل الفوري لنائب المدير، وتخصيص الإدارة لمكتب للجنة الطلبة لعقد اجتماعاتهم وإشراك ممثلي الطلبة في اتخاذ القرارات، والكف عن سياسة الهروب إلى الأمام·
تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال بمسؤولي إدارة المدرسة العليا للفنون الجميلة، مرارا، قصد معرفة رأي الإدارة في المشاكل العامة التي تتخبط فيها المدرسة، وكذا لرصد رأيهم في مصير 58 طالبا تم طردهم تطبيقا لقرار مجلس الإدارة، إلا أن اتصالاتنا المتكررة باءت بالفشل· كما حاولنا الاتصال بالسيدة رئيسة ديوان وزيرة الثقافة، حيث تم الرد على اتصالنا من طرف أحد أعوان خلية الاتصال، ثم تم توجيهنا إلى الاتصال على رقم الاستقبال، وبعدما اتصلنا بهذا الأخير قالوا إنها منشغلة، وبعد فترة عاودنا الاتصال بخلية الاتصال وطلبنا رؤية المكلف بالاتصال على مستوى وزارة الثقافة، لكن لم نتمكن من الحديث إليه، حيث قالوا لنا إنه يتواجد في اجتماع مع الوزيرة، ووعودنا أن يتصلوا بنا فور الانتهاء من الاجتماع، لكن إلى غاية كتابة هذه الأسطر لم ترد الجريدة أية ردود·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.