العراقي "مصطفى العزاوي" منشد متميز معروف على الساحة العربية من خلال أعماله المختلفة، أنشد على الجزائر وزارها عدّة مرات، هاهو اليوم يحط الرحال بولاية الجلفة في ضيافة المكتب الولائي لجمعية " جزائر الخير" تجسيدا لمشاريعها التربوية والتثقيفية التي سطرتها لشهر رمضان المبارك من خلال سهرات الذكر والمديح والأناشيد الملتزمة، قابلناه وكان له معنا الحوار التالي. كيف كانت البداية مع فن الإنشاد؟ منذ وقت مبكر في حياتي تتنازعني موهبة سخرتها في فن الإنشاد وكانت البداية بالمشاركة مع الأخ الأكبر " محمد العزاوي" ، طورنا الموهبة أكثر من خلال انضمامنا لفرقة البشائر العراقية وذلك سنة 1999 حيث أنتجنا العديد من الألبومات داخل العراق، وبعد الاحتلال في 2003 خرجنا من العراق وبدأنا نخطو نحو العالمية بالمشاركة في المهرجات في العديد من الدول العربية والظهور في الفضائيات والإذاعات المختلفة. ثمة ارتباط للفنان بمجتمعه، فما هو قدر هذا الارتباط؟ وما هدف فن الإنشاد في تصورك؟ موضوع فن الأنشودة يختلف عن الفنون الأخرى لأنه حامل لرسالة حضارية سامية جاءت من سنة ومنهج وأخلاق النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولأنه فن يقدم خدمة للمجتمع وهي إنشاء جيل مثقف تربوي حضاري ذو قيم ومبادئ، وفائدته تكمن في محتوى الكلمات والمعاني سواء كانت فيديوهات أو أناشيد مسجلة. والفن بالنسبة لأي فنان هو ارتباط بقضايا مجتمعه، وفن الإنشاد يحمل رسالة شمولية واقعية، لا نتوجه بها فقط إلى الملتزمين بل هي رسالة رحمة، تقدم، وبناء للارتقاء بهذا المجتمع. ما السبيل إلى تأصيل فن إنشادي عربي صادق في التعبير عن واقعنا؟؟ الإنشاد ساهم ومازال يساهم في الواقع العربي، ودوره في الثورات العربية اكبر دليل على ذلك، فن جاء على الهامش، ولكن بإدراك تأثيره بدأ الاهتمام به حتى في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية وسلط عليه الضوء أكثر. وماهي أهم العقبات التي تواجه الفنان العربي؟ العقبات كثيرة سياسية اقتصادية نفسية، لوجيستية، وأكبر مشكل هو قلة الدعم لهذا الفن على مستوى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ويجب أن تتوفر للفنان الحرية الكاملة ليعبر وينتج دون قيود ولا ضغوط، لأن الفن بصفة عامة والفن الإنشادي خاصة ينطلق من منطلق واحد هو أنّ الفن رسالة حضارية ولا يجب النظر إليه من منظور دعائي. لم ترض أن تُنشد باللغة الإنجليزية، لماذا؟؟ وما السبيل ليصبح فن الإنشاد عالمياً؟ لم أقبل و لم أرفض لأنّ إمكانيتي في اللغة الإنجليزية ضعيفة، لكن الآن وإن أتيحت لي الفرصة أكيد سأفعل... السبيل إلى العالمية هو الدعم الدولي وبما فيهم المؤسسات الإعلامية، غير أنه لا يمكننا ان ننكر أنّ هناك فنانين مثل " ماهر زين" و" سامي يوسف" وغيرهم كثير ..أخرجوا فنّ الإنشاد إلى العالمية من خلال أعمالهم الفنية. لديك أغنية عن الجزائر،.. ماذا تعني لكَ الجزائر؟ الجزائر أشبه بالأم في احتواءها الدائم لنا، وشعبها الطيب الذواق لفن الإنشاد، الذي لعبت الجمعيات فيه - من بينهم " جمعية جزائر الخير"- دورا كبيراً وساهمت وتساهم في الارتقاء بهذا الفن والاهتمام به. هل لقناتكم " كناري" مشاريع مستقبلية مع الجزائر؟ بالفعل... وسندخل السوق الجزائرية بقوة، كما أنه لدينا مشاريع برامجية تثريها بعض الأسماء الإنشادية من الجزائر، وكذا بعض الأعمال الأخرى والفيديو كليبات. أخيراً.. كيف ترى فن الإنشاد في الجزائر؟ الإنشاد في الجزائر متطور جداً، غير أن طابع المحلية لا يزال يتحكم فيه، فهناك طاقات هائلة تحتاج الى الدعم على يد الإعلام، وبإذن الله سيكون للمنشدين الجزائريين مستقبل زاهر، و فرصة أكبر للظهور والوصول إلى العالمية.