إستطاع أن يظهر الجزائريون في الجمعة الثالثة عشرة من عمر الحراك الشعبي بوجه مغاير للأشهر الماضية التي ارتبطت أساسا بالتحضر والسلمية، غير أن مؤشر التحضر ارتفع خلال المسيرة الرمضانية الثانية التي عرفت تجمع النسوة والأطفال بشكل كبير ومخالف من حيث ترديد أغاني تخلد الثورة المجيدة وتذكر المتظاهرين بوطنيتهم، ناهيك عن مشاركتها في تجسيد قيم التضامن والتآزر بين المتظاهرين . مسيرة مطالبة بالإصلاحات بنكهة رمضانية هو الوضع الذي عاشته «الشعب» خلال تغطيتها للحراك الشعبي الثاني في رمضان الذي أثبت فيه الجزائريون بالرغم من مشقة الصيام والحرارة الشديدة مستوى الوعي الاجتماعي والسياسي والإصرار الكبير على الوفاء لمبدأ السلمية والوحدة باختيار أسلوب مغاير مصحوب بمصطلحات رمضانية للحوار وتوجيه رسائلهم للنظام . حسب مختصة في علم الاجتماع البروفيسور العياشي صباح ل»الشعب» فإن شخصية المتظاهر بما فيها المرأة عرفت تغيير كبيرا ظهر جليا في الوجه الجديد للحراك الشعبي الثاني في رمضان الذي استطاعت من خلاله أن تكرس وجودها وتثبت تحديها ومساهمتها الفعلية والجديرة بالاستحقاق مهما كان مستواها التعليمي، حيث استطاعت أن تثبت إلى جانب الرجل وعيها الاجتماعي والسياسي ورفضها للحقرة واللاعدالة. واعتبرت البروفيسور أن جمعة الصمود الثالثة عشر ماهي إلا تعبير عن عظمة المرأة الجزائرية التي حملت للعالم رسائل عملية وليست مجرد شعارات ترفع لمحاربة مختلف مظاهر الفساد بكل ما أوتيت من قدرات فكرية، علمية اجتماعية ونفسية، وذلك انطلاقا من أسرتها إلى مختلف المؤسسات، مؤكدة أنها لم تكن مجرد شعارات وإنما سلوك مشارك ظهرت من خلاله أكثر تمييزا وتشجيعا للحراك الشعبي بزغاريدها التي ترسخ قيم الجدية والتضحية والمضي نحو الأمام حتى في شهر رمضان، لدفع مختلف الفئات للإحساس بفرحة النصر . وأضافت الأستاذة العياشي بخصوص مشاركة المرأة في المسيرة الرمضانية أنها تغيرت من حيث النمط السلوكي الذي انتقل من المساهمة بإطعام المتظاهرين وتحضير مختلف العجائن إلى تشجيعهم ودفعهم نحو الأمام من خلال الزغاريد التي تعبر عن دافع نفسي واجتماعي، مشيرة أنه سلوك يشجع على حمل الرسالة الوطنية لتثبت مرة أخرى مشاركتها في صنع التاريخ ، باعتبارها مرحلة تاريخية تشهد لها الأجيال .
