ثمنت البروفيسور صباح عياشي، سلمية الحراك الشعبي في جمعته السابعة التي أثبت فيها الشعب عظمته من خلال الممارسات الحضرية التي ظهرت في السلوك الحضري المرتبط بقيم الإسلام وإثراء قيمة التسامح وهذا رغم اختلاف العادات والتقاليد، إلا أن سلمية المسيرات أظهرت المستوى العالي من الوعي الاجتماعي لتغيير الوضع الاجتماعي، الاقتصادي والأنظمة السياسية. أوضحت الأخصائية الاجتماعية في تصريح ل»الشعب» أن درجة وقوة الحراك الشعبي تختلف بمدى تمسك الجزائريين بقيمهم التاريخية والرسالة المشتركة التي يحملها الفرد والجماعة ويوضح من خلالها التراكم التاريخي والمعرفي عند مختلف الفئات ومعايشة الأحداث ورفع التحديات من شباب، نساء، شيوخ وأطفال وذوي الإرادة الخاصة «ذوي الاحتياجات الخاصة» في مختلف القطاعات والميادين التي أظهر من خلالها الشعب التحديات الفعلية في الأمور التي يمر بها المجتمع الجزائري. ووصفت المتحدثة التجربة الجزائرية بالناجحة بالنظر إلى استفادة مختلف الدول منها، على غرار الثورة التحريرية، الإرهاب وسلمية الحراك الشعبي في تغيير الممارسات السياسية والإصلاح الجذري في مختلف الميادين، بالإضافة إلى عامل التلاحم مع الأمن والجيش الشعبي الوطني باعتبار أن كل منهما يكمل الآخر ويحملون نفس الرسالة «السلمية، الوطنية ومنع المساس بالسيادة الوطنية والمصلحة العامة للبلاد». وبشأن أبعاد الحراك الشعبي، قالت البروفيسور إنه يحمل 3 أبعاد ترسيخ ثقافة السلمية واستجابة مختلف الفئات الاجتماعية بطريقة تلقائية منظمة على اختلاف توجهاتهم الفكرية والإيديولوجية الثقافية والسياسية والتي نتج عنها تجاوب القوات الأمنية مع المطلب الشعبي، وهي الثقافة التي ترسخت حتى عند الأطفال والمتمدرسين باعتبارهم أجيال وكوادر المستقبل واعين بالقضايا المجتمعية. ووصل وعي الشعب - تقول صباح عياشي - إلى التفطن لبعض محاولات التدخل الخارجية والأطراف الداخلية وأحيانا التغلغل في صفوف الشعب إلا أن الوعي كان قويا في مسيرات الجمعة، مشيرة بشأن الإشراك الاجتماعي «أنه يمثل الاستثمار القوي في تغيير بعض مواد الدستور والالتفات إلى مطالب الشعب المتجددة والنظر إلى الكفاءات التي تخدم البلاد في مختلف التخصصات سواء داخل الوطن أوخارجه». وأكدت المتحدثة في الختام أنها من الأوائل من كان يحلل ويرى أن المسيرات يجب أن تكون سلمية للوصول إلى الإصلاحات والتغيير الجذري الذي نادى به الشعب منذ الجمعة الأولى.
