الرئيس المنتخب يلتزم بمطالب الحراك الشعبي القوة الصامتة التي لم تحسم بعد أمرها تمثل الكتلة المرجحة للتصويت في الانتخابات، هذه الأخيرة التي تمثل المخرج الأكيد للأزمة التي تعيشها الجزائر منذ 9 أشهر، حسب ما صرح به ل«الشعب» لزهر ماروك أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3. قال الأستاذ ماروك في تصريحه، إن الحملة الانتخابية تجري في ظل زخم الشارع والضغط على المترشحين، وقد تبين أن هناك تياران متدافعان أحدهما مؤيد لإجراء الانتخابات وأحدهما يرفضها وآخر يعتبرها حلا للأزمة، وهو يساند المترشحين من خلال التجمعات. وأوضح في هذا الصدد أن هناك قواعد حزبية تساند المترشحين، فهي تحضر وتشارك في التجمعات الشعبية التي ينظمها المتنافسون على كرسي الرئاسة عبر ولايات الوطن، ويؤكد أن انتخابات 12 ديسمبر القادم لا بد منها لأنها ضمن مسار دستوري لحل الأزمة في البلاد . بينما يعمل التيار المذكور للإقناع بأهمية الاستحقاق المصيري، يبقى التيار المضاد مصرا على رفض الانتخابات التي لا يعتبرها بمثابة حل و»من حقه أن يعبر عن رأيه وهذه هي الديمقراطية»، على حد قوله . التياران المتناقضان صورة إيجابية واعتبر المتحدث أن هذا التدافع بين تيارين متناقضين في الرؤى حول الانتخابات يعطي صورة إيجابية عن الجزائر، بأن هناك ديمقراطية مبنية على تعددية تحترم الرأي والرأي الآخر. وإذا كان مبدأ التعددية يتيح إبداء الرأي والرأي المناقض، فإن التيار الذي يرفض الانتخابات، لا يجب أن ينزلق للعنف اللفظي، لأن العنف مهما كان نوعه، وكذا بعض الممارسات التي تضر بالسلمية التي جاء بها الحراك الشعبي كثابت من ثوابت العمل السياسي، وفي تصور المتحدث فإن الشعب الجزائري لا يتقبل العنف أوينزلق إليه. كما يتوقع الأستاذ المحلل أنه قد تسجل بعض الحالات هنا وهناك من التشنج والغضب، ولا يمكن لها أن تعرقل مسار الانتخابات التي تجد من يسعى بكل ما لديه من قوة لتجرى في أحسن الظروف، وتحقق المشاركة المرجوة . ورغم التفاؤل الذي أبداه محدثنا إلا أنه يرى أنه من الضروري على كل جزائري في هذه المرحلة الحساسة جدا التي تمر بها الجزائر، أن يضع نصب عينيه استقرار البلاد وأمنها ووحدة شعبها . كما أنه من الضروري – يضيف – الذهاب إلى بناء مؤسسات لأنه «من غير المعقول» البقاء 9 أشهر بدون رئيس ما يضع البلاد في وضع خطر. ويؤكد ماروك أن الرئيس القادم سيلتزم بكل مطالب الحراك الشعبي وسيلتزم بتطبيق كل ما تبقى منها.