ندّدت العديد من الجمعيات والشّخصيات المهتمة بالتراث والسياحة بعاصمة الأهقار، بالتصرفات غير الحضارية التي أصبحت عرضة لها العديد من الأماكن السياحية والمواقع الأثرية المنتشرة عبر الولاية، مطالبين بضرورة التصدي للتشويه والإهمال الذي أصبح يستفحل بشكل رهيب، مشكّلا خطرا يهدّد أحد أهم الكنوز التي تحوزها المنطقة. فالزائر لبعض الفضاءات السياحية بعاصمة الأهقار، خلال الآونة الأخيرة يقف مندهشا ومتأسّفا من بعض السّلوكات أقل ما يمكن وصفها بغير الحضارية تجاه إرث ثقافي تحسد عليه الجزائر، بتعرضه لتشويه بمختلف الطرق، وهذا بالكتابة بالدهن والفحم، وإفساد بعض الصخور والجبال التي يقصدها السياح والزوار في صورة تعبر وتوحي لناظرها عن مدى السلوك «اللاّمسؤول» لمفتعلي هذا التصرف، الذي من شأنه أن يشوّه كنزا يحلم العديد من السياح زيارته والتقاط صور تذكارية. في هذا الصدد، أكّد العديد من المواطنين والمتعاملين السياحيّين ل «الشعب»، عن مدى تذمّرهم من مثل هذه التصرفات، التي أصبحت تعرف إنتشارا مهددة بذلك هذا الموروث الذي يتهافت عليه العديد من السياح لمجرد رؤيته، الأمر الذي يتطلب في نظرهم إتخاذ إجراءات سريعة من أجل التصدي لهاته الأفعال. في نفس السياق، أكّد أحد المواطنين أنّ هذه التصرفات التي اعتدنا على رؤيتها تشوّه جدران بعض المؤسسات والأزقة بالمدينة وبمختلف مناطق الوطن، فشخص يكتب إسمه والآخر يكتب إسم ولايته، لم يكن يظن أن يراها أو يمكن أن تطال أماكن تمثل حضارة عريقة، مؤكدا بأن رؤيتها في مثل هذه الأماكن يترجم لنا أن مثل هؤلاء الأشخاص لم يستوعبوا حقا أهمية ما يملكونه وما تحوزه بلدنا، خاصة عندما يصدر من أشخاص يتمتعون بالعقل والرشد لكون هذه الأماكن لا يمكن أن يصلها صبي أو مجنون. التشويه الذي طال الجبال والصخور في مختلف المناطق، لم يقف عند هذه النقطة ليطال الطبيعة والبيئة، من خلال المخلّفات التي يتركها قاصدو هذه المناطق في نهاية العطلة الأسبوعية، من نفايات وقمامة وفضلات لما يتناولونه، حيث يستمتعون ويبتهجون بجمال المكان والطبيعة الرائعة، وعند مغادرتهم لا يعيرون أي إهتمام لتنظيف المكان أو حتى جمع مخلفاتهم لإعادة الإعتبار لمكان إستضافهم وجدوه نظيف. أفعال يندى لها الجبين وينفطر لها الفؤاد، تجعل المشاهد لها في حيرة من أمره، إلى أن يقرر أن يتجه ويشاهد أحد المعالم المشهورة، والتي أصبحت كبطاقة تعريف للولاية بالدرجة الأولى (جبل إيهغان) أو منطقة (يوف أغلال) على بعد قرابة 200 كلم ليقابله تشويه بالدهن على الصخور، أو أن يشرب من أحد المنابع الطبيعية المشهورة (منبع طاهبور)، إلى أن يتفاجأ وهو في طريقه إليها بأطنان من النفايات الهامدة متراكمة ومتجاورة، في مشهد مرعب ومحيّر، وما يزيد من الحيرة سكوت السلطات المحلية لمثل هذه التصرفات، التي تضر بأهم نشاط يميز المنطقة. يحدث هذا في وقت نظّمت بعض الجمعيات كالمنظمة الوطنية للبيئة والمواطنة بعاصمة الأهقار، حملات تحسيسية كحملة (خليها كيما لقيتها) من أجل التحسيس بعدم الإضرار بهذه المواقع السياحية الهامة، وبضرورة تحلي الزائرين لهذه المواقع بروح المسؤولية والمساهمة في المحافظة عليها. كما خلّفت هذه الظاهرة سخطا كبيرا وسط ناشطي صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، مطالبين على ضرورة التصدي لهذه التصرفات والعمل على معاقبة مرتكبي هذه الأفعال غير الحضارية.