يشرف الوزير الأول عبد العزيز جراد، اليوم، على إطلاق حملة وطنية للتشجير، بمناسبة اليوم الوطني للتشجير، تحت شعار «فليغرسها»، وفق ما ما أفاد بيان الوزارة الأولى، بمشاركة تلاميذ الكشافة الإسلامية وأشبال الأمة وكذا المواطنين وفعاليات المجتمع المدني. قررت الحكومة، إطلاق حملة تشجير وطنية، اليوم، عبر كامل التراب الوطني، تكون توعوية وتحسيسية للمجتمع المدني والرأي العام حول ضرورة حماية الغطاء النباتي بصفة خاصة والغابات بصفة عامة، وردا على أعداء الجزائر في الداخل والخارج ممن تسببوا في الآونة الأخيرة في إتلاف مساحات واسعة من الغابات، بالقول «إن الجميع يعمل معا» من أجل وقف الاعتداءات الجبانة على الغطاء الغابي الذي يمثل ميراث الأجيال القادمة، وليس لأي فرد الحق في إتلافه أو تدهوره مهما كان السبب. قالت مديرة فرعية لإعادة التشجير والمشاتل بالمديرية العامة للغابات صبرينة رشدي، في تصريح ل»الشعب»، «نظرا للتدهور الذي يعاني منه الغطاء النباتي والغابي ارتأت الحكومة أن تضع يوم 21 نوفمبر 2020، يوما وطنيا لانطلاق حملة غرس الأشجار على المستوى الوطني، للمساهمة في إعادة تجديد الغابات المحروقة» مضيفة أن حملة التشجير ستكون تحت رعاية رئيس الجمهورية. ويشرف الوزير الأول، على انطلاقها بشكل رسمي من ولاية تيبازة مع نخبة من الوزراء، وممثلي مختلف القطاعات الوزارية الأخرى، وستتواصل إلى غاية 21 مارس 2021 المصادف لليوم العالمي للغابات. ولفتت الانتباه إلى أن حملة التشجير ستكون بمراعاة الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، وتطبيق التدابير الموصي بها من قبل اللجنة العلمية، خاصة فيما يتعلق باحترام التباعد الجسدي وتفادي التجمعات. وذكرت رشدي، أن حملة التشجير الوطنية، التي تنطلق في وقت واحد عبر كل التراب الوطني، ستكون رسالة نقول من خلالها إنه «يمكننا القيام بواجبنا في الوقت المناسب»، لرد الاعتداءات على الغطاء الغابي، ليس فقط الذي تم حرقه يومي 6 و7 نوفمبر الجاري، و»إنما منذ بداية حملة مكافحة الحرائق من 1 جوان إلى يومنا هذا، حيث سجلنا إتلاف أكثر من 42 ألف هكتار وهي مساحة مهمة جدا، من بينها مساحة 15 ألف هكتار عبارة عن غابات والباقي أدغال وأحراش وبالتالي في كل مرة نغتنم الفرصة لندعو إلى تضافر كل المجهودات من أجل حماية الثروة الغابية التي هي ميراث الأجيال القادمة». وأشارت إلى أن وزارة الفلاحة، أطلقت برنامجا وطنيا للتشجير منذ 2019 يرمي إلى غرس 43 مليون شجرة، تم غرس إلى غاية اليوم 11.5 مليون شجرة بمساهمة مختلف القطاعات، وإدارة الغابات على أن تستكمل البقية 31.5 مليون شجيرة هذه السنة، في حين تم في إطار المخطط الوطني للتشجير الذي انطلق سنة 2000 غرس 825 ألف هكتار، 36 بالمائة منه عبارة عن غراسات حراجية وأشجار غابية، لأن التشجير يكون في الوسط الغابي، أما في يخص الحملات التطوعية والتحسيسية تكون في المدن، والمناطق الحضرية وشبه الحضرية حتى تزداد المساحات الخضراء. وتحدد النظم العالمية 10 أمتار مربعة من المساحة الخضراء لكل فرد، لكن في الجزائر لم نصل إلى هذا المعيار بعد - تضيف رشدي متأسفة - ففي المدينة الجديدة سيدي عبد الله وصلت 0 بالمائة، لأننا لا نأخذ بعين الاعتبار هذه النظم، ولكن حاليا تعمل الدولة على تدارك ذلك من خلال وضع المساحات الخضراء ضمن مخططات البناء والتعمير خاصة في الأحياء، لكنها تبقى غير كافية مقارنة بما هو مطلوب، على حد قولها. وبخصوص اختيار أصناف الأشجار، حتى تتلاءم مع مناخ كل منطقة، قالت رشدي إن المديرية العامة للغابات أخذت هذا الأمر بعين الاعتبار، حيث تحرص في كل عملية تشجير على اختيار نوعية التشلات ما يناسب كل منطقة، وهي تختلف من منطقة إلى آخرها فإذا كانت غابية تكون نوعية الأشجار بين الصنوبر الحلبي، السرو أو الأرز الأطلسي، وفي الأحواض المتدفقة تستعمل الأصناف التي تثبّت التربة مثل الخروب الذي يعتبر كصنف حراجي وشجر مثمر والزيتون، بالإضافة إلى الأشجار الغابية الأخرى التي تستعمل في المرافق العامة والمناطق الجبلية، وعلى حواف الطرق، كالكاليتوس، أما في المناطق السهبية فتخصص لها الأصناف الرعوية، وفي المناطق الصحراوية الأكاسيا أو شجرة السنط.