في إطار الاحتفال بالذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، واحتضان الجزائر لأشغال الدورة العادية الواحدة والثلاثين للقمة العربية، تشهد مدينة الجزائر تزامنا وهذين الحدثين نشاطات متنوعة من حفلات فنية، عروض مسرحية وسينمائية، معارض لكتب وأخرى تكشف عن تراث وتقاليد الجزائر العريقة.. شهد اليومان الفارطان (السبت والاحد) عديد النشاطات الثقافية والفنية، والتي كان الجمهور العاصمي على موعد معها، على غرار الصالون العربي الأول للكتاب الذي يحتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا إلى غاية الرابع من نوفمبر الداخل، ويعرف مشاركة 81 دار نشر من بينها 62 جزائرية و19 مُمَثل جزائري لدور نشر عربية من 07 بلدان، على غرار لبنان، مصر، الأردن، تونس، الإمارات، السعودية وسوريا، حيث تحتضن رفوف المعرض أكثر من 15 ألف عُنوان في مختلف المعارف والتخَصّصات. وفيما يتعلق بالمعارض التي تبرز تراث وعادات وتقاليد الجزائر، فإن رواد مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر حصن 23، على موعد مع معرض "التراث التقليدي.. من ألبسة وطبخ وفن التزيين، إلى جانب تنظيم معرض "للخزف والنحاس" ومعرض "يزداد الأسلاف شبابا" بقصر الثقافة مفدي زكريا، و«التراث الجزائري اللامادي المصنف". الفن السابع بدوره حاضر خلال هذين الحدثين، حيث يتم عرض مختلف الأفلام الثورية التي تبرز كفاح ونضال الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، فلقد استمتع عشاق السينما بالفيلم الشهير "العصا والأفيون" بكل من قاعة السينما الجزائرية وقاعة الخيام ببلدية الجزائر الوسطى، كما تم عرض فيلم "معركة الجزائر" الذي شهدته قاعة السينما الساحل ببلدية الشراقة وفيلم "الرسالة" بقاعة ابن خلدون، "هيليوبوليس" بابن خلدون، إضافة إلى "زبانا" بقاعة السينما الجزائرية. أما دار أوبرا الجزائر بوعلام بسايح فقد تم عرض الملحمة التاريخية "ألا فاشهدوا". النشاطات الموازية للاحتفاء بثورة نوفمبر واحتضان الجزائر القمة العربية، لا تشهدها القاعات وفقط، وإنما الساحات العمومية وشوارع الجزائر، حيث كان سكان العاصمة على موعد بساحة محمد التوري مقابل المسرح الوطني الجزائري مع عرض مسرح الشارع "ريح في شباك" وعروض بهلوانية بكل من حديقة صوفيا ببلدية الجزائر الوسطى و«بيروت" ببلدية الابيار، إضافة إلى تظاهرة "السينما في الشارع" بساحة البريد المركزي، التي شهدت أيضا تظاهرة "الفنون في الشارع" والتي استمتع بها كذلك جمهور ساحة الأمير عبد القادر وساحة البريد المركزي. ساحة محمد عوامر ببلدية الرويبة، الواجهة البحرية لشاطئ عروس البحر ببلدية برج الكيفان، ساحة الاخوة الشهداء ببلدية الكاليتوس ساحة موريس أودان، ساحة الحرية ببلدية الدويرة نهج هواري بومدين بسيدي عبد الله، كانوا على مدار يومي السبت والاحد مسرحا لمختلف الفنون، من خلال عرض لفرق فلكلورية وحفلات شعبية متنوعة. أما دار عبد اللطيف، فتتزين جدرانها بمعرض للفن التشكيلي بعنوان: "مناظر من الجزائر"، كما أن الندوات لها حضور على غرار "ندوة حول صدى الثورة الجزائرية في المسرح العربي".