تشهد مختلف شواطئ ولاية بومرداس، حملات تنظيف وتهيئة استعدادا لاستقبال موسم الاصطياف الجديد الذي ينتظر أن يحمل كثيرا من الحركية الاقتصادية للولاية والبلديات الساحلية التي تتأهب لاستقبال المصطافين والعائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن وهذا مباشرة بعد الانتهاء من إجراء اختبارات الفصل الثالث والدخول في عطلة صيفية لأكثر من شهرين، فيما تبقى انشغالات توفير الخدمات الأساسية والأنشطة الترفيهية تشكل تحديا كل موسم. ككل سنة، وقبل أيام من إعطاء إشارة انطلاق موسم الاصطياف، تشرع اللجنة الولائية المشتركة المكلفة بتحديد وفتح الشواطئ المسموحة للسباحة المشكلة من عدة هيئات فاعلة الى جانب ممثلي السلطات المحلية على مستوى البلديات الساحلية التي تعدت أربعين شاطئا الموسم الماضي في التحضير والقيام بمختلف عمليات التهيئة الضرورية بداية من المسالك والمداخل الى الشواطئ، رفع المخلفات المكدسة طيلة الموسم، صيانة الإنارة العمومية وتوفير الخدمات الأساسية التي يتطلع إليها المصطاف والسهر على راحته. وقد باشرت المؤسسات والهيئات المكلفة بعملية التهيئة وتنظيف المحيط البيئي والفضاءات العامة، حملة واسعة لتنظيف الشواطئ بمشاركة الكشافة الإسلامية وفعاليات المجتمع المدني، بالتنسيق مع مديرية البيئة، مؤسسة مادينات، محافظة الغابات، مديرية السياحة والصناعة التقليدية، الأشغال العمومية وغيرهم من المتدخلين المعنيين بمهمة تسيير وإنجاح موسم الاصطياف الجديد. وكبداية أولى، شهدت الشواطئ الرئيسية بولاية بومرداس، وهي الأكثر استقطابا للمصطافين، عملية تهيئة مستعجلة للقيام بكل الأشغال الضرورية على غرار شاطئ وغابة قورصو المجاورة التي تحولت الى أكثر الفضاءات استقبالا للعائلات والأطفال الباحثين عن الراحة والترفيه خلال العطلة الصيفية، الى جانب شواطئ عاصمة الولاية، كشاطئ الدلفين، شاطئ الكرمة، الصغيرات، رأس جنات وغيرها، في انتظار باقي الشواطئ الصغيرة المنتشرة عبر البلديات الساحلية التي تعاني كل سنة من نقائص كبيرة، من حيث التهيئة وتدني مستوى الخدمات، رغما عن الحديث المتكرر عن تجاوز هذا المشاكل والاستجابة لانشغالات المصطافين. ويبقى موسم الاصطياف بالنسبة لولاية بومرداس أحد أهم التظاهرات الاقتصادية الأساسية التي تميز الولاية بفضل الشواطئ الخلابة الرملية والصخرية وحتى الغابية الممتدة عبر الشريط الساحلي على مسافة 80 كلم من بودواو البحري غربا الى شاطئ صالين شرق ببلدية اعفي، وهي قدرات سياحية بإمكانها أن تشكل موردا هاما وموعدا سنويا تزدهر معه الحركية التجارية بفضل العدد الهائل من المصطافين الذين يقصدون هذه الوجهة سنويا، حيث قدرتها مصالح الحماية المدنية بحوالي 18 مليون مصطاف الموسم الماضي. إضافة الى هذه التحولات الايجابية التي يعرفها الموسم من سنة الى أخرى، تشهد التظاهرة عودة قوية أيضا لمختلف الأنشطة التقليدية والحرفية بفضل المعارض المفتوحة التي تواكب الموسم، أهمها معرض شاطئ واجهة البحر بمدينة بومرداس، ازدهار عملية كراء الشقق المفروشة بالمدن الساحلية لتغطية العجز المسجل في طاقة استيعاب الفنادق والمركبات السياحية التي لا تتعدى 3 آلاف سرير. مع ذلك، تبقى كثير من النقائص مسجلة، خاصة من حيث ضعف هياكل الاستقبال، أزمة النقل التي تزداد حدة خلال هذه الفترة، وتسجيل غياب شبه تام لمسار المركبات نحو الشواطئ، إضافة إلى غياب التنسيق مع المؤسسات الثقافية لدعم سهرات الصيف بأنشطة ترفيهية لفائدة العائلات لإيجاد بدائل أخرى، وهي من أبرز الانشغالات التي تطرح من قبل ضيوف الولاية.