حذّر الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من دور الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات المضللة والكراهية، وحث دول العالم على مواجهة "الضرر الدولي البالغ" الناجم عن تفشي الكراهية والأكاذيب عبر الفضاء الرقمي. قال غوتيريش بمناسبة إطلاق موجز سياساتي حول سلامة المعلومات على المنصات الرقمية - احتفالا بالذكرى الثانية لليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية الموافق ل 18 جوان- "إن نشر الكراهية والأكاذيب عبر الفضاء الرقمي يسبب خطرا جسيما الآن ويؤجج الصراع والموت والدمار الآن ويهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان الآن ويضر بالصحة العامة والجهود المناخية الآن". وأعرب عن أمله في أن يكون الموجز السياساتي مساهمة مفيدة في النقاشات التي تسبق قمة التنمية المستدامة التي تلتئم في سبتمبر القادم وقمة المستقبل المقرر عقدها العام القادم. ويتضمن الموجز السياساتي عدة مقترحات من أجل صياغة مدونة قواعد السلوك من بينها وجوب تخلي الحكومات وشركات التكنولوجيا والجهات المعنية الأخرى عن استخدام أو دعم أو تضخيم المعلومات المضللة وخطاب الكراهية لأي غرض، ودعوة الحكومات الى الايمان ببيئة إعلامية حرة وتعددية ومستقلة وقابلة للتطبيق، مع توفير حماية قوية للصحفيين. كما تشير الوثيقة إلى أهمية ضمان المنصات الرقمية للأمان والخصوصية في كل منتجاتها وتطبيق واستخدام السياسات والموارد بشكل متساو في كل البلدان ولكل اللغات واتخاذ كل الجهات المعنية إجراءات تضمن أن كل التطبيقات آمنة ومؤمنة وأخلاقية ومسؤولة وتمتثل لالتزامات حقوق الإنسان والتزام المنصات الرقمية بشفافية البيانات. من جهته، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الدول والشركات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة خطاب الكراهية. وقال تورك: "نعلم أن نشر الكراهية أمر يستخدمه أولئك الذين يرغبون في زرع الانقسامات (...) وتشتيت الانتباه عن القضايا الحقيقية". وأضاف: "الكراهية تولد التعصب والتمييز والتحريض على العنف". ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى مزيد من الاستثمار في جهود مكافحة خطاب الكراهية في لغات غير الإنجليزية في برامج محو الأمية الرقمية والإعلامية وعبر تقصي الحقائق بشكل مستقل. وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا أصبحت "بشكل ملحوظ أرضية خصبة لخطاب الكراهية ما يوفر له نطاقا وسرعة غير مسبوقين". ولاحظ تورك أنه "على الدول والشركات اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحريض على العنف والكراهية". وتابع: "علينا بناء شبكات وتمكين الأصوات التي يمكنها اختراق الكراهية". وفي هذا الإطار، أطلق مكتب مستشارة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، خطة عمل حول دور النساء في مكافحة خطاب الكراهية والتصدي للتحريض على العنف الذي قد يفضي إلى جرائم فظيعة. والمبادرة التي تحمل أيضا اسم "خطة عمل نابولي"، هي نتاج عام كامل من المشاورات مع نساء من مختلف أنحاء العالم في مجال مكافحة خطاب الكراهية ومنع الجرائم الوحشية وتهدف إلى ضمان مساهمة النساء بصورة أكثر تنظيما وفعالية في التصدي لتلك الانتهاكات. وقال غوتيريش، في كلمة قرأها بالنيابة عنه رئيس ديوان مكتبه، إيرل كورتيناي راتراي، أن المبادرة الجديدة مهمة لسببين رئيسيين، أولهما: "يظل منع الجرائم الفظيعة بما فيها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، تحديا مستمرا. وهذا الأمر يقع في قلب مهمة الأممالمتحدة". وثاني الأسباب هو أن "هناك بعدا للجرائم الفظيعة يتعلق بالنوع الاجتماعي، لهذا فإن جهود التصدي لتلك الجرائم يجب أن تأخذ في الاعتبار النوع الاجتماعي". بدورها، قالت مستشارة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس نديريتو والمسؤولة في الأممالمتحدة عن مكافحة خطاب الكراهية إن المبادرة "تسعى إلى تأسيس نظام دعم مستدام قائم على عمل النساء على مستوى المجتمعات المختلفة للتصدي للجرائم الفظيعة ومنع التحريض عليها".