استعرض باحثون وأكاديميون التقنيات الجديدة التي دخلت حيز الاستخدام في الجزائر بمجال طبّ الأسنان، والتحديات التي تنتظرهم للارتقاء بالمهنة، كما خصّصوا جانبا لتدارس الذكاء الاصطناعي ومدى إسهامه في تحسين الخدمة والتكفّل الأمثل بالمرضى. في ملتقى وطني جرت فعّاليّاته بقاعة المؤتمرات لمستشفى زرع الأنسجة بالبليدة ومن تنظيم المركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة، نهاية الأسبوع المنقضي، عرض هؤلاء الباحثون مداخلات نظرية وعرضوا ملصقات إلكترونية تتضمّن آخر ابتكارات طبّ الأسنان وتقنياته الجديدة، بالإضافة إلى تنظيم ورشات لتلقين الأطباء مفاهيم أساسية حول كيفية استخدام هذه التقنيات. وشمل ملتقى طبّ الأسنان فيما يخص اللثة تقول رئيس تنظيم الملتقى حنان عمار بوجلال: " الملتقى الوطني حول طبّ الأسنان هو الأول من نوعه، والذي سمح لنا بالتطرق إلى الابتكارات العلمية في المجال بإلقاء مجموعة من المحاضرات من قبل أساتذة باحثين وفي نفس الوقت أطباء أسنان لهم خبرة مهمة في مجال الجراحة، كما نظمنا ورشات عمل مفيدة وعددها خمسة، وذلك في تخصّصات الجراحة، التقويم، الترميم، الزرع، كما ارتأينا أن نخصّص مساحة للذكاء الاصطناعي الذي يأخذ أهمية كبيرة في الأوساط العلمية، ومن بين الورشات التي أشرفت عليها وهي ورشة الجراحة التي عملنا من خلالها على تلقين المفاهيم الأساسية للجراحة للأطباء الذين يرغبون في ممارسة الجراحة مستقبلا، وشرحنا لهم عدّة مفاهيم تخصّ التخدير، التشريح، أنواع الخياطة والمخاطر الممكنة مثل وقوع النزيف ". في مجال الجراحة، ألقت الطبيبة بوجلال الذي تشتغل أستاذة جامعية في كلية الطبّ بجامعة سعد دحلب، محاضرة حول الأعراض الجانبية وتأخر في التئام الجرح، وقدّمت بروتوكولا من أجل تفادي هذه الأعراض الجانبية التي تصيب اللثة. وفي هذا السياق، دعا رئيس مصلحة تقويم الوجه والأسنان نور الدين فواتيح إلى ضرورة إعادة النظر في المكوّنات الكيمائية للأدوية التي يستخدمها أطباء الأسنان بالقول:« يجب تخفيض من تركيز بعض المكوّنات الكيمائية لتفادي الأعراض الجانبية التي تصيب اللثة مثل البقع البيضاء، وبالإضافة إلى الوقاية، وجب أن تتجه البحوث الطبية نحو تكوين الأدوية لأجل تحسينها." معلوم أنّ وظائف الأسنان وهي ثلاثة، الأولى تتمثل في هضم الأكل الأولي قبل وصوله إلى المعدة، أما الثانية فتتمثل في النطق فتواجدها يسهل حركة اللسان، أما الوظيفة الثالثة فتتمثل في المنحى الجمالي للأسنان والذي حظي بمحاضرات مهمة ولقي اهتماما بالغا من قبل الأطباء والطلبة الحضور. في هذا الإطار، عرضت رئيسة الملتقى سعاد مداح الأضرار التي تتسبب فيها المواد المستعملة في تقويم الأسنان، حيث اقترحت استخدام مواد تحدث أضرار قليلة، وقالت رئيسة مصلحة تقويم الوجه والأسنان بالمركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة:« تطرقت إلى كبار السنّ الذين لديهم اعوجاج في الأسنان ولإصلاحها نضع لهم الأجزاء المعدنية والتي تلتصق بها المأكولات وتتسبب في تسوس الأسنان". وتابعت المتحدّثة:« حاولت شرح أسباب تسوّس الأسنان وكيف يمكن أن نتفادى ذلك، ونشرح للمريض بضرورة أن يغسل الأسنان بطريقة جيدة، كما اقترحت بوضع المادة المستعملة في التقويم لمدة زمنية قصيرة تسمح لصاحبها بتفادي تسوّس أسنانه وذلك بتقليص فترة العلاج. " بدورها، عرضت الأستاذة نابي التي تشتغل بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران تقنية جديدة قامت باستخدامها لتقويم الأسنان، وأوضحت في هذا الصدد:« غالبا ما نجد أنّ الشباب يبحثون عن تقويم أسنانهم في ظرف قصير لكن مدة التقويم بالتقنيات القديمة تٌنجز بين سنتين إلى ثلاثة، وهذا ما يجعل من إقبالهم على إجراء التقويم محتشم، وبفضل التقنية الجديدة نستطيع تخفيض فترة التقويم إلى ستة أشهر أو سنة ويمكن أن يستفيد منها الطفل من 12 سنة فما فوق." وفي مجال ترميم الأسنان، عرضت الأستاذة الجامعية في قسنطينة ميلوس صابرينة ملصقة إلكترونية شرحت من خلالها كيف استخدمت تقنية جديدة " vista" والتي تسمح بتغيير مسار الأنياب من اتجاه أفقي إلى عمومي، أيّ تخرجها من اللثة بعد إكمال نموها لأنّ بقائها على هذا الحال سيتسبب في تآكل جذور الأسنان، كما أنّ معالجتها بتقنية قديمة قد يؤدّي إلى نفس الضرر. أما فيما يتعلق بزرع الأسنان، عرض الدكتور حميد خطاب صاحب عيادة خاصة بمدينة الأربعاء، تقنية زراعة الأسنان بتقنية جديدة تعتمد على تدخّل جراحي محدود بأقلّ تخريب للأنسجة، وتكمن أهميتها في تفادي حدوث مضاعفات، أيّ عكس التقنيات القديمة في الجراحة، مشيرا إلى أنّه أجرى التكوين في ألمانيا وجلب هذه التقنية المتطوّرة إلى الجزائر. وشكّل الملتقى فرصة مواتية لالتقاء أصحاب المهنة، إذ حضرت طبيبة أسنان متقاعدة من بلدية موزاية بهدف الحصول على مفاهيم جديدة في المجال، وكذا الطبيبة دنيا شهرزاد حمة التي لديها خبرة تفوق 20 سنة في عيادتها الواقعة وسط مدينة البليدة، والتي حضرت لتستفيد من ورشة زراعة الأسنان بتقنية حديثة، لافتة بأنّها تستعمل أجهزة متطوّرة في عملها مثل جهاز الأشعة الذي يسمح بالكشف عن وضعية كلّ سنّ أثناء القيام بعلاج المريض.