بخلاف ما كان يسجل خلال السنوات الماضية، تغيرت هذه السنة ومع حلول شهر الصيام، سلوكات العديد من المستهلكين، لأنهم صاروا يقتنون المواد الاستهلاكية بكميات قليلة، وابتعدوا نوعا ما عن ظاهرة اللهفة والتهافت المؤدية إلى التخزين، والمتسببة في الكثير من الأحيان في نفاد المواد بسرعة من المحلات التجارية، وهذا ما يدفع بعض التجار الانتهازيين إلى إبراز جشعهم في الرفع من الأسعار وإلهاب السوق، مستغلين في ذلك كثرة الطلب، غير أن هذه المعادلة تغيرت تماما ولم تعد موجودة. إن الوفرة وطمأنة المواطن من خلال إجراءات صارمة جعلت السوق تهدأ والمواطن بدوره يضبط قائمة مشترياته حسب حاجياته الاستهلاكية، كان العامل الأول في اختفاء سلوكات اقتناء ما لا نحتاج والاكتفاء بشراء ما نستهلك فقط، فتراجعت كميات اقتناء مادة الدقيق والفرينة، التي كان يقبل عليها بعض المستهلكين من أجل تخزينها، احتياطا لشهر الصيام، رغم أنهم لا يستهلكونها لا خلال الشهر الفضيل ولا بعده وفي أغلب الأحيان يلقي بها مع النفايات مع نهاية الشهر الفضيل أو بعد ذلك. وفي كل مرة كانت تطلق حملات التحسيس لمنع تبذير مادة الخبز، والدعوة من أجل شراء حسب الحاجة كرست وعيا جديدا، وهذا بدوره ما ينتظر أن يكلّل بالكثير من التغيير الإيجابي في كل شهر جديد من كل سنة، على خلفية أن جميع الإحصائيات التي يقدمها الخبازين، تؤكد تراجع في استهلاك مادة الخبز خلال شهر رمضان، ويمكن أن نصل خلال السنوات القليلة المقبلة إلى ترسيخ سلوكات اقتناء الخبز حسب الحاجة، والمواد الغذائية دون إفراط في الكميات.