تحقيق التأهل بعد مباراتين في دور المجموعات، وضمان المركز الأول في مجموعة بدت في المتناول مع مرور الجولات، حقق لجمال بلماضي الكثير من الراحة البدنية والمعنوية، بداية من كونه بإمكانه وضع الكثير من النجوم أو ركائز المنتخب مثل فيغولي ومحرز وماندي، على دكة الاحتياط في مقابلة سهرة الاثنين أمام تانزانيا، خاصة الذين لم يتمكنوا من مسايرة المناخ القاسي في صيف مصر الحار، وأيضا لتفادي الإصابات أمام منتخب تانزاني يريد إنهاء مشاركته بانتصار أمام أحد المتنتخبات المرشحة، وسيعتمد على لياقة لاعبيه واندفاعه البدني وإرادتهم التي قد تسبب الحرج البدني لرفقاء رياض محرز، كما سيتفادى اللاعبون أيضا لعنة البطاقات الصفراء التي تهاطلت عليهم، خاصة المدافعين منهم في المباراة السابقة أمام السنغال. المنتخب الجزائري جنى الكثير من الامتيازات بعد أن انتزع المركز الأول، فهو غير مجبر على تغيير المدينة، وسيبقى في القاهرة في نفس الفندق الذي تعوّد عليه اللاعبون وفي نفس المسلك والطريق التي يعبرونها بشكل يومي في الحصص التدريبية، وحتى الجمهور الجزائري لن يتنقل في الدور الثمن النهائي إلى مدينة أخرى ويبقى في القاهرة التي تعوّد عليها، كما أن المنتخب الذي سيلعب يوم الاثنين الفاتح من جويلية، باللاعبين الاحتياطيين وبقليل من الجهد أمام المنتخب التانزاني سيركن إلى راحة طويلة تمتد إلى غاية يوم السابع من شهر جويلية أي يوم الأحد القادم، وهي فرصة من ذهب للاسترجاع، إضافة إلى أن المباراة ستجرى ليلا وتجعل الخضر بعيدين نهائيا عن التعب، ومن بين ما جناه أشبال بلماضي من ضمانهم للمركز الأول، هو كون المنافس القادم، سيكون صاحب المركز الثالث من المجموعة الأولى ولن يكون مصر لأنها بعيدة عن هذا المركز وقد يكون زيمبابوي أو أوغندا، أو صاحب المركز الثالث في الفوج الثاني ولن يكون نيجيريا، أو فوج الكامرون ومستبعد جدا أن يتدحرج الكامرون إلى هذا المركز، وهي فرصة من ذهب لبلوغ الربع النهائي من دون تمديد في الوقت للمباراة حتى يبدأ الجدّ بالنسبة للخضر بداية من الدور الربع النهائي مهما كان اسم المنافس، ويبدو أن تسيير الدورة بهذه الطريقة هو من صفات المنتخبات التي حضرت إلى القاهرة من أجل الفوز باللقب وعلى رأسها ثلاثة منتخبات هي الجزائر والمغرب والبلد المنظم مصر. وإذا حسبنا زمن الراحة من يوم مباراة السنغال الأخيرة التي لُعبت يوم الخميس الماضي، ومباراة الثمن النهائي في السابع من جويلية القادم، نرى بأنها عشرة أيام كاملة بالنسبة للاعبين الذين سيستفيدون من الراحة، عبر مدة زمنية طويلة جدا ستجعل اللاعبين يدخلون مباراة الثمن النهائي، وكأنهم بدأوا الدورة من جديد ولياقتهم البدنية في العلالي، وفي حالة وصول مزيد من المناصرين إلى القاهرة من الجزائر ومن بلاد المهجر، حيث ينتظر أن يقارب عددهم الخمسة ألاف، فإن الخضر سيباشرون الدور الثاني بمعنويات مرتفعة ويجعلون أي منتخب يخشاهم، خاصة إذا كان من المنتخبات السمراء، لأن المؤشرات لحد الآن توحي بأن اللقب لن يغادر شمال القارة، خاصة بعد التألق الكبير لمنتخب أسود الأطلس المغرب أمام كوت ديفوار، حيث كان بإمكان المغاربة أن يلحقوا بالإيفواريين هزيمة تاريخية من حيث عدد الأهداف. كل المخططات التي رسمها جمال بلماضي، والتي أشار لها خير الدين زطشي في آخر تصريح له، تحققت لحد الآن والقاطرة تسير في الاتجاه الصحيح، فقد مرّ نصف المشوار تقريبا واللاعبون لم يضيعوا طاقاتهم، فقد مكّنهم الهدفان الأولان في الشوط الأول أمام كينيا من أخذ قسط من الراحة في الشوط الثاني، وتسيير المباراة بقليل من الجهد، ثم مكنهم الفوز أمام السنغال وعدم فوز تانزانيا أمام كينيا من الحصول على المركز الثاني وأخذ مزيد من الراحة في المباراة القادمة، وأيضا بتأخير مباراة الثمن النهائي إلى السابع من شهر جويلية، وكل هذا في صالح المجموعة التي بدا تفاؤلها بحصد اللقب مبالغ فيه في الأول، ولكن الظروف الرياضية التي تواجدوا فيها بعد لعبهم مباراتين فقط هي التي جعلت الآن حديثهم عن التتويج منطقي، ونكاد نقول بعد مرور كل هذا الزمن من عمر بطولة أمم إفريقيا بأن المنتخب الوحيد الذي بإمكانه إحراج الخضر هو المنتخب المغربي، وبدرجة أقل الكامرون ثم مصر، لأن الدورة تلعب على أرضها. ب. ع