قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء المسيلة مؤخرا، بتسليط عقوبات تتراوح مابين 3 إلى 20 سنة، سجنا نافذة، ضد خمسة أشخاص، من بينهم 3 يتواجدون في حالة فرار. المدانون وجهت إليهم تهم الانخراط بالخارج في تنظيم إرهابي، جناية استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال بغرض نشر أفكار التنظيمات الإرهابية المسلحة، ودعم أعمالها وأنشطتها وتجنيد أشخاص لصالحها والإشادة والتشجيع على ارتكاب أفعال إرهابية، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة السجن النافذ ضد كل من "ع،ا" و"ع،ص" لمدة 10 سنوات، وغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري، و20 سنة سجنا نافذا ومليونيا دينار ضد المتهمين المتواجدين في حالة فرار. وبالعودة إلى تفاصيل القضية، التي تعود إلى نهاية شهر نوفمبر من السنة الماضية، على خلفية تلقي المصلحة الجهوية للتحقيق القضائي بأمن ولاية البليدة، معلومات تفيد قيام التنظيمات الإرهابية وبالأخص ما يعرف ب"الدولة الإسلامية لمنطقة الصحراء الكبرى" الذي ينشط بمنطقة الساحل، بغية تدعيم صفوفه عبر تجنيد الجزائريين المنتسبين إلى الزوايا القرآنية التي تتواجد عل مستوى التراب الوطني، وذلك عن طريق التأثير فيهم وزرع "الفكر الجهادي" في نفوسهم، ومنه إقناعهم بالانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي. ومكنت التحقيقات التي باشرتها الجهات الأمنية المذكورة – حسب بيان الوقائع – من توقيف عدد من العناصر المشتبه فيهم الذين ينحدرون من عدة ولايات من الوطن، بصدد الالتحاق بالتنظيم الإرهابي، أو على علاقة بعناصره، حيث استغل المحققون معلومات وأرقاما هاتفية يشتبه في علاقتها بتجسيد هذا المشروع. وبعد استغلال كشف المكالمات، تم تحديد هوية العناصر المشتبه فيهم، وتوقيف كل من "ع،ا" و"ع،ص" خلال الثلث الأخير من شهر نوفمبر 2019، على مستوى مدينة عين الحجل بالمسيلة، للاشتباه في علاقتهم بعناصر التنظيم الإرهابي. ووفق بيان الوقائع، فقد أكد المتهم "ع،ا" أنه خلال سنة 2015 راودته فكرة حفظ القرآن الكري م،حيث أخذ بنصيحة عمه الذي نصحه بالتوجه إلى إحدى المدارس القرآنية، وهو ما تم بالفعل، حيث توجه في برج بوعريريج، وفي تلك الفترة التحق بالزاوية كل من ب.عبد الرزاق، وف.علاء الدين اللذين التحقا بالتنظيم الإرهابي، ولا يزالان في حالة فرار، وكان المتهم يجالسهما في أوقات الفراغ والراحة، وذلك إلى غاية جوان 2016. وبعد توقفه عن الدراسة بالزاوية، اشتغل المتهم في مجال التجارة وبيع مادة العسل، باعتباره كان مربيا للنحل، وبقي على علاقة بهما، كما انتقل إلى مدرسة قرآنية بولاية تلمسان، وذلك شهر أكتوبر من نفس السنة واستقر هناك، وعاد مرة أخرى إلى الزاوية الأولى الواقعة في برج بوعريريج، حيث التقى من جديد بعلاء الدين، كما انضم إليهم عدد من الأقارب من ضمنهم ابن عمه "ع،ص"، وخلال شهر ماي من سنة 2018، تعرف على المدعو"س،ي" الذي انضم هو الآخر إلى التنظيم الإرهابي. وبحسب تصريحات المتهم، فإنه نفى مناقشة الفكر الجهادي مع الطلبة، لأنه سنة 2019 التقى بالمدعو"ح،ف" الذي أعلمه بالتحاق "س،ي" بالجماعات الإرهابية المسلحة التي تنشط بالصحراء الكبرى، الموالية لتنظيم داعش الناشط بالساحل، حيث طلب منه تحميل احدى التطبيقات على هاتفه المحمول للتواصل مع الارهابي "س،ي"، وقام بفتح حساب باسم حذيفة، كان يشاركه فيه المدعو "ح،ف" للتواصل مع الارهابي، وأثناء تواجده بالزاوية القرآنية، كان يلازم كل من "ز،م،ا" وكذا "ز،ا" حيث اقترحا عليه السفر إلى موريتانيا للالتحاق بالجماعات الإرهابية النشطة دولة مالي، وتحدثوا في القضية عبر التطبيق الذكي الذي قام بتحميله على هاتفه. إلا أنه قام بعد فترة بتحطيم الهاتف تفاديا لاكتشاف أمرهم من قبل المصالح الأمنية، كما التقى بالمسمى "ح،ف" بمسجد في عين الحجل بالمسيلة، هذا الأخير أعلمه بنيته في التوجه إلى ولاية تمنراست للالتحاق بالإرهابي "س،ي"، حيث اقترح عليه مرافقته في الرحلة، لكنه طلب مهلة لتحديد قراره، مع علمه المسبق بأن كل من "ز،م"ا"،"ح،ف"و"ز،أ" سيتوجهون خلال شهر نوفمبر 2019 إلى تمنراست بعدما قام بتجنيدهم "س،ي".
