وصفت "تنسيقية التغيير والانتقال الديمقراطي" المظاهرة التي شهدتها شوارع مدينة ورڤلة، لرفض استغلال الغاز الصخري، خطوة على طريق تحقيق مطلبها المساند لسكان الجنوب، فيما قدّرت "الموالاة" بأن حراك المعارضة وصل إلى طريق مسدود. وقال جيلالي سفيان، رئيس "حزب جيل جديد"، وأحد الوجوه البارزة التي شاركت في دعم حراك سكان الجنوب إن "النجاح الكبير الذي حققته التنسيقية، هو في إحداث التواصل مع المجتمع المدني في الجنوب، الرافض لاستغلال الغاز الصخري.. لقد أصبح الجميع في خندق واحد". وكانت قيادات "تنسيقية الانتقال الديمقراطي" قد تحولت نحو الجنوب للمشاركة في مسيرة أول أمس، استجابة لدعوة "لجنة مناهضة استغلال الغاز الصخري"، التي تقود احتجاجا ضد قرار الحكومة القاضي بالتنقيب على موارد الطاقة غير التقليدية بالقرب من مدينة عين صالح. ورفض القيادي السابق في حزب التجديد الجزائري، الحكم على مظاهرة ورڤلة بالفشل، واعتبرها مجرد "خطوة أولى حققت مكاسب للمعارضة ولأبناء الجنوب الرافضين لممارسات السلطة، كما أنها تعتبر محطة على طريق التحضير لمؤتمر يلتئم قبل الصيف المقبل، ينتظر أن يرسم معالم طريق مستقبل النضال ضد السلطة". وأكد جيلالي سفيان أن الرسالة التي وجهتها المعارضة للسلطة من خلال "مسيرة ورڤلة"، أن عليها "الاستماع لانشغالات الجزائريين، بعد ما بات في حكم المؤكد أن الخمسين سنة الماضية التي انفردت فيها السلطة بصناعة القرار، لم تؤد بالبلاد إلا إلى المزيد من الأزمات، ومنها أزمة استغلال الغاز الصخري، التي تهدد استقرار البلاد"، كما قال. من جهته، دافع محمد ذويبي، أمين عام حركة النهضة، عن قراءة "تنسيقية الانتقال الديمقراطي" لحراكها في الجنوب، بقوله: "بالنظر للواقع والظروف السياسية التي تعيشها البلاد، الحضور كان محترما جدا ومتميزا ومن جميع الأعمار، وذلك بالرغم من تجند السلطة لإفشال المسيرة". وتحدث الرجل الأول في "النهضة" عن ما وصفه "بداية مرحلة جديدة قوامها تشكل وعي يمزج بين الحفاظ على الوحدة الوطنية والدفاع عن حقوق المواطن، لدى الجزائريين"، مشيرا إلى أن السلطة أدركت هذا المعطى وبدأت تتكيف معه كواقع، وهو ما تجلى من خلال "الحذر الذي تعاطت به مصالح الأمن مع المظاهرة". ودعا ذويبي بالمناسبة، السلطة إلى "قراءة الرسالة بشكل جيد"، غير أنه عبر عن توجّسه من إمكانية لجوء السلطة إلى المناورة السياسية، من أجل القفز على مطالب سكان الجنوب، المدعومة من شريحة واسعة من أبناء الطبقة السياسية. أما الطرف الآخر من المعادلة، فلم يتردد في رمي حراك المعارضة بالفشل، وقال: "ما حدث بورڤلة كان فشلا في فشل"، مستندا إلى عدد المشاركين في المظاهرة، والذي لم يكن، برأيه، في مستوى ما كانت تأمل الأحزاب المنضوية تحت لواء التنسيقية. وقال القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، إن "المعارضة حاولت إعطاء الاحتجاجات ضد استغلال الغاز الصخري، الطابع السياسي، في حين أن الموضوع لم يكن سياسيا"، ودعا المعارضة إلى ترك مشروع الغاز الصخري بعيدا عن التداول السياسي. وانتقد المتحدث الرسمي باسم الأفلان المعارضة بسبب موقفها السلبي من دعوة الرئيس بوتفليقة للحوار، تعزيزا للجبهة الداخلية.