تعيش عائلة "غيموز عبد الرزاق" المكونة من ثمانية أفراد، 6 أطفال في عمر الزهور والأب والأم، داخل "شبه كوخ" يقع بحي سيلاست في بني مسوس، في ظروف غير إنسانية، لا تصلح حتى كزريبة للحيوانات، فما بالك بالبشر، وهذا منذ 15 سنة كاملة ذاقت فيها الويلات وعانت من مرارة العيش وفتك مختلف الأمراض، وما زاد من تعاستها حرمانها مؤخرا من الترحيل لأسباب مجهولة، رغم أنها لم تستفد من سكن من قبل وتم إحصاءها ضمن قاطني القصدير في 2007. وجه السيد غميوز عبد الرزاق، نداء استغاثة واستجداء إلى كل المسؤولين في الدولة من أجل التدخل العاجل، لإنقاذ عائلته المكونة من 08 أفراد، من الموت البطيء داخل بيت قصديري يحمل الرقم 610، عبارة عن مستودع ضيق جدا، أشبه بالقبر، جمعت فيه أغراض العائلة بشكل فوضوي، تنعدم فيه التهوية ولا يصلح للعيش نظرا لافتقاره لأبسط شروط الحياة، علما أن المرحاض الذي لا تتجاوز مساحته ال50 سنتم، تحول إلى بؤرة للأمراض التي تفتك بأبنائه الستة. وناشد عبد الرزاق في تصريح ل"الشروق"، كل من رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير السكن ووالي العاصمة والوالي المنتدب لبوزريعة وكل المسؤولين، النظر في وضعيته، بعد ما تعرض للظلم و"الحقرة"، من خلال حرمانه من الترحيل إلى سكن اجتماعي، خلال عملية الترحيل التي مست قاطني القصدير ببني مسوس والتي تمت منذ 10 أشهر تقريبا، مؤكدا أنه يملك كل الوثائق والأدلة التي تبين أحقيته في الحصول على سكن اجتماعي، بالإضافة إلى شهادة رئيس لجنة الحي ورئيس البلدية، وباعتراف لجان التحقيق التي زارته عدة مرات في بيته القصديري، والتي أجمعت على ضرورة ترحيله العاجل واستحالة العيش في هذا الكوخ، الذي تزداد المعاناة فيه خلال فصل الصيف في ظل الحرارة الشديدة داخله، حيث يتحول إلى فرن، وهو ما أثر على التحصيل الدراسي لأبنائه المسجلين بابتدائية العربي بن مهيدي 02، وعلى نفسيتهم، وجعلهم أشبه بالمشردين. وبخصوص حجة إقصائه من السكن، قال عبد الرزاق، أن الأمر يتعلق بعداد كهربائي بشدة 380 فولط، وضعه منذ عدة سنوات بأحد المحلات القريبة من كوخه، وهذا بموافقة صاحبه، وذلك بغرض مساعدته على استخراج مختلف الوثائق الإدارية الضرورية، لتسجيل أبنائه في المدرسة، ومنها بطاقة الإقامة وغيرها، مضيفا بأن العداد ليس ملكا له، حيث قدم صاحب المحل تصريحا شرفيا يؤكد فيه السماح له بتركيب عداد على محله بصفة مؤقتة، كما انه يملك كل الوثائق التي تبين ذلك، غير أن ذلك لم يشفع له وظل محروما من الترحيل مدة 10 أشهر كاملة. ويأمل رب العائلة في تدخل عاجل من المسؤولين لترحيله قبل عيد الأضحى المبارك لإدخال الفرحة على قلوب أبنائه الذين حرموا حلاوة الاستعداد للدخول المدرسي، والتمتع بمسكن لائق يحفظ كرامتهم على غرار بقية الأطفال.