تعاني حديقة الحيوانات البرابطية بالقالة في ولاية الطارف، وهي من المرافق السياحية المهمة التي تدر الملايير على الخزينة العمومية ويزورها الآلاف من الزوار وضيوف الولاية يوميا، من الإهمال خاصة مع دخول فصل الشتاء، حيث صارت مهملة ومنسية حتى في حيواناتها. "الشروق" قامت الإثنين، بزيارة إلى حديقة الحيوانات بالقالة، التي فعل من اجلها الكثير الوالي الأسبق احمد معبد المشهور بحبه للحيوانات النادرة، وجمع من أجلها كل مقاولي الولاية وحتى من جيرانها، ليجسد مشروعه الحلم في انجاز حديقة حيوانات بما فيها النادرة، تتماشى وخصوصية الولاية الغابية والفلاحية والسياحية، كما وعد بأن يحوّلها إلى أول سفاري في المنطقة العربية. وقد علمت "الشروق" انه تم تسجيل نفوق أسدين ودب بني منذ بداية اكتوبر، واختفت حيوانات أخرى من دون أن يقدم لنا القائمون على الحديقة أي تفسير لاختفائها أو الوجهة التي حولت إليها، استطلعنا الأمر وقيل لنا بأن الحيوانات تهلك أسبوعيا الواحدة تلو الآخر بسبب الإهمال، حتى الحيوانات المتوحشة المعتنى بها والتي كانت تثير البهجة في النفوس، فقد هلكت أيضا أشبال الأسود، والأفعى الكبيرة الأناكوندا التي أهداها الايطاليون للحديقة، لم تظهر من ستة أشهر تقريبا، واكتفى أحد العاملين في الحديقة بالقول بأن نقص السياح جعل مداخيل الحديقة شبه معدومة كما أن ما تحجزه الجمارك في العيون وأم الطبول من حيوانات لم تعد تكفي الأسود والنمر الأبيض الموجود في الحديقة التي تفتقر لمدير يسيّرها. وقال بعض البياطرة والمشرفين مباشرة على تربية الحيوانات، بأن المسؤول الأول على الولاية الحالي، ليس على علم بما يحدث وطالبوه بأن يقف عليها شخصيا كونها موردا اقتصاديا هاما وباعتباره من مشجعي الاستثمار بأنواعه وحرصه الشديد على تجسيده واقعيا. للإشارة فإن حديقة الحيوانات البرابطية التي تحوي التماسيح المستقدمة من البرازيل، والأسود والنمور البيضاء النادرة واللاما والدببة البنية، والتي تم فصلها نهائيا عن حديقة بن عكنون بالعاصمة تسجل كل نهاية أسبوع فقط زيارة قياسية من الزوار، تصل في الصيف إلى 10 آلاف زائر من الطلبة والعائلات والتلاميذ، بما فيهم من تونس ومن فرنسا وايطاليا حسب ما وقفنا عليه اول أمس.