لم تعد الأعراس في السنوات الأخيرة تشبه ما كانت عليه في أيام زمان سبعة أيام وسبع ليال، بل تكاليف الزواج الباهظة وغلاء الأسعار جعلت العرس مختصرا على وجبة عشاء أو قهوة فقط، ومع هذا فإجمالي مصاريفها لا يقل عن 30 مليون سنتيم باحتساب قاعة الطعام أو الحفلات، لأن أعراس المنازل أصبحت أمرا مستحيلا نظرا للضيق الشديد وأزمة السكن التي يتخبط فيها غالبية المواطنين. ومن العادات التي تخلى عنها المقبلون على الزواج "الطبق" والذي يباع في الأسواق بأسعار تتجاوز المليون سنتيم، يقوم أهل العريس بوضع الملابس التقليدية الخاصة بالتصديرة، الأحذية، حقائب اليد، بعض مواد التجميل فيه، ثم يحملونها إلى منزل العروس كي يقدموه لها في أجواء احتفالية، حيث أكد لنا غالبية الباعة في "زنقة العرايس" تراجع الإقبال على شراء "الطبق" نظرا لتكاليفه الباهظة. واستغنت غالبية العرائس عن ليلة وضع الحنة والتي كان يستحيل على العروس الخروج من منزل أهلها دون وضعها، فكانت تلبس ثوبا تقليديا لتتولى جدة العريس أو والدته أو أي سيدة مسنة تخضيب يدها بالحناء وسط زغاريد وأغان خاصة تسمى "التقدام"، ثم توزع الحناء على جميع الفتيات العازبات ليتبركن بها ويحين دورهن، لكن بعض النفوس المريضة والتي باتت تتحين الفرصة لتأخذ الحناء وتستغلها في أعمال السحر والشعوذة للانتقام من العروس وحرمانها من الذرية، دفعت بالكثيرات لتعويضها بالحرقوس الذي تضعه لدى مختصين. وكانت بعض العرائس وبدافع الخوف من السحر أيضا وأعمال الشعوذة والدجل أسقطن "التشاور"، وهو اليوم الذي تحمل فيه العروس جهازها إلى بيت زوج المستقبل وتقوم نساء من عائلتها بفرده، وهي الفرصة التي تنتهزها مبعوثات العروسة لإخفاء بعض الحروز في السرير وبعض الأعمال الشيطانية لقلب حياتها جحيما. ومن العادات التي غابت عن أفراحنا "حمام العروسة" فالكثير من المقبلات للدخول إلى القفص الذهبي، يفضلن الذهاب إلى قاعات العناية وتنظيف البشرة والجسم بدلا من الحمام خوفا من الأعين التي قد تطارد العروس. وبعد ما كانت التصديرة هي ركيزة العرس وحلم كل فتاة استبدلتها الفتيات بالثوب الأبيض والقفطان فقط، مفضلات الاحتفاظ بثمنها للمستقبل، ولم تهضم الكثير من العرائس فكرة خروجها من بيت أهلها ببرنوس جدها وأخوالها أو عمومها الثقيل الوزن والذي يتسبب أحيانا في إفساد ماكياجها وشكلها، واستبدلته ببرنوس أبيض خفيف وجميل يمنحها أريحية ويكون بوسعها التحرك، كما أن عادة إخراج العروس من منزل أهلها والتي كانت تتولاها أم العريس وشقيقته زالت ليصبح العريس هو من يستلم العروس من يد والدها. وسعيا منهم للتخفيف من تكاليف الزواج، ترك العرسان وذويهم بعض العادات المكلفة ك"صباح العروس" أو ما يسمى في الغرب "جفنة العروسة"، وهي العادة التي تلزم أهل العروسة بتحضير الطعام والحلويات والفواكه إلى منزل ابنتهم العروس في اليوم الموالي.