يعود الفيلم الوثائقي “تالة الانتفاضة الأبدية” للمخرج التونسي عادل بكري الذي عرض في إطار الدورة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للسينما المخصصة للفيلم الملتزم، إلى الأحداث التي هزت تونس بين ديسمبر 2010 وجانفي 2011، خصوصا في مدينة تالة. ويظهر الفيلم صورا لمظاهرات وشهادات وقراءات لقصائد شعرية ممجدة لروح المقاومة ضد القمع لكل من محمود درويش وأبي القاسم الشابي ونزار قباني وغيرهم. ويركز الفيلم على مدار تسعين دقيقة، والذي عرض في فئة الأفلام الوثائقية؛ على مدينة تالة ومقاومات سكانها منذ العهد البربري إلى وقوع الأحداث الأخيرة. كما يبرز الأوضاع المناخية الصعبة جدا في هذه المنطقة والتي ساعدت على “بناء الروح البطولية” للسكان الشجعان. وأوضح المخرج أن هذا الفيلم مستوحى من تجربته في المسرح التي مكنته من سرد الأحداث التي جرت في مدينة تالة انطلاقا من وقائع تاريخية محاولة منه إنجاز عمل “فني متكامل” يمزج بين السينما والشعر والمسرح. وفي إطار المهرجان أيضا، عرض الفيلم المطول “تي” أو “اليوم”، للمخرج الفرنسي من أصول سنغالية “آلان غوميس”، حيث يتطرق في 88 دقيقة، إلى الأوضاع السائدة في السنغال وعلاقة الإنسان بالحياة والموت. ويتمحور الفيلم حول شخصية “ساتشي” الذي لم يتبق له سوى يوم واحد للحياة، فيقوم مع أفراد عائلته بالاحتفال بوفاته القادمة التي تجهل أسبابها. ويخرج “ساتشي” لقضاء آخر يوم في حياته، حيث يعامله الجميع في حيه وكأنه ملك. وبعد ذلك يلتقي مع امرأة أحبها في الماضي ليعرف حينها أنه سيغادر هذه الحياة دون أخذ نصيبه منها. ومع اقتراب آخر اللحظات يتيقن “ساتشي” أن معرفة تاريخ وفاته يعد امتيازا لتتغير نظرته إلى الموت. من ناحية أخرى، تعد أحداث الفيلم تلميحا للأوضاع السائدة في السنغال، حيث يبرز المخرج الظروف المعيشية للسكان ومشاهد للتمرد الشعبي التي تسبق اللحظات الأخيرة ل”ساتشي” قبل مغادرته الدنيا. وتحصل الفيلم قبل انتقائه في المهرجان الأخير لبرلين على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في الدورة ال 24 للأيام السينمائية لقرطاج في تونس التي نظمت في نوفمبر الماضي.