- الإمام والنائب حمدادوش: "تجريم التكفير سيفتح باب التطاول على الدين "
- أمين الزاوي: نعمل على تمرير القانون عبر البرلمان تسعى مجموعة من المثقفين والاعلاميين لتحضير مبادرة ترفع إلى السلطات للمطالبة بتجريم التكفير، على خلفية ما تعرض له مؤخرا الكاتب رشيد بوجدرة في أحد برامج الكاميرا الخفية، بسبب معتقداته. وكشف امس الروائي ومدير المكتبة الوطنية سابقا أمين الزاوي، عن فكرة لمجموعة من المثقفين "بعيدا عن التأويل السياسي" تتعلق بجملة من المقترحات للمسؤولين والبرلمان لتجريم التكفير، واعتبر المتحدث امس في تصريح ل "البلاد" أن المثقفين كقوة اقتراح للمؤسسات الدستورية والقانونية، تفكر بهدوء وفي الوقت الحالي في اقتراح تجريم التكفير على البرلمان وذلك بهدف إبعاد الدين عن المسائل السياسية والتشويه السياسي واحترام حقوق الانسان المكفولة دستورا، مضيفا أن الاعتداء على حرية الاشخاص باسم الدين والفوضى التي يعيشها العالم الاسلامي لهذا السبب، تستدعي وضع قوانين لحماية كرامة المواطن وحياته وإبعاده عن المتاجرة السياسية. واستدل امين الزاوي في حديثه بالفتاوى التي اصبحت منتشرة على القنوات والجرائد وهو ما يتطلب وجود مؤسسات مستقلة تخرج الدين من كل هذه التشنجات، على اعتبار أن الدين الاسلامي ظل متعايشا مع المختلفين في العقيدة. واكد المصدر أن المتفق عليه من خلال المبادرة أن تخطو النخبة المثقفة خطوة إيجابية لإنقاذ البلد، مما وصفه بالتهديدات الايديولوجية التي تعتمد على الاستثمار في الدين وسذاجة المؤمن البسيط، على حد تعبيره، والعمل على سن قوانين تحمي حقوق الانسان وتجعل الجزائر بلدا متحضرا ومتعايشا مع الاخر، مؤكدا أن اصحاب المبادرة ليسوا متسرعين لرؤية الفكرة تتجسد قانونا. من جهته، لمح النائب والامام السابق ناصر حمدادوش، عضو لجنة الشؤون القانونية في العهدة المنقضية ورئيس الكتلة البرلمانية لتحالف حركة مجتمع السلم، إلى صعوبة تجسيد مبادرة المثقفين في تجريم التكفير لما سيكون لها من تداعيات كبيرة وعلى مستويات عديدة. واعتبر المتحدث امس في تصريح ل "البلاد" أن المسألة تحتاج إلى تفصيل لأنه لا يمكن النظر إليها من الجانب القانوني فقط، بالنظر إلى بعدها الديني والشرعي الذي لا يمكن إغفاله، واضاف حمدادوش أنه من غير الممكن تجريم التكفير بشكل مطلق، لأن ذلك من شأنه فتح باب التطاول على الدين والشرع. كما أن هناك افعال يضعها العلماء في مرتبة الكفر، أي من فعلها يكون كافرا. واعتبر المصدر أن تجريم التكفير في الجزائر وإن تجسدت مبادرة المثقفين، ستفتح باب الاستقطاب ونقاش نحن في غنى عنه. كما أنه لا يخدم المرجعية الوطنية ولا الوطن، بالنظر إلى التداعيات الدينية والسياسية التي سيكون لها اثر حتى على استقرار الوطن في تقديره.