البلاد - آمال ياحي - يحضر عدد كبير من الأئمة لإيداع وثيقة على مستوى وزارة الشؤون الدينية تتضمن استعدادهم للتخلي عن العمل النقابي في حال ما تعهدت الوصاية بالتكفل فعليا من الآن فصاعدا بجميع انشغالات أصحاب العمائم البيضاء، حيث جاءت هذه الخطوة بعد مشاورات بين المعنيين على خلفية انحراف التنظيمين النقابيين المتحدثين باسمهم عن الأهداف التي أوجدا من أجلها. وكشف، أمس، المستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية والنائب بالمجلس الشعبي الوطني، عدة فلاحي في تصريح ل "البلاد"، أن لقاءات مكثفة تم عقدها مؤخرا، بين الأئمة الرافضين لاستغلال نقابتهم لأغراض سياسية وإخراجها عن المسار الذي أنشئت من أجله، والمتمثل في الدفاع عن حقوق الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية. وبالنظر إلى ما حام حول الفرعين النقابيين اللذين ينشطان بطريقة غير قانونية في الوقت الحالي، حسب المتحدث، فإن الأئمة واعون بخطورة المرحلة، وانطلاقا من هذا وجّهوا دعوة لوزير الشؤون الدينية من أجل عقد اجتماع عاجل لمناقشة الوضع، حيث يعتزم هؤلاء طلب إصدار تعليمة بالتنسيق مع وزارتي العمل والداخلية تجمد الفرعين النقابيين إلى حين عقد لقاء مشترك مع السلطة الوصية يكون الهدف منه تقييم تجربة العمل النقابي، وإعادة النظر فيه بما يتوافق مع العهد الجديد. وبهذا الخصوص، أكد المتحدث أن تجربة الأئمة القصيرة في العمل النقابي، والتي تعود إلى ست سنوات فقط، جعلتهم يقررون التراجع عن هذه الخطوة بعدما أثبت لهم الواقع أن الأمور تسير في غير صالحهم، على إثر محاولة قيادات الفرعين النقابيين استغلال النقابتين لأغراض شخصية، أو محاولة إقحامها في قضايا سياسية لا شأن لهم فيها، على غرار تأييد العهدة الخامسة للرئيس المتنحي أو التعليق على قرار سجن مسؤولين في أحزاب سياسية. وعاد فلاحي إلى حادثة منع أمين عام التنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي، من إمامة المصلين في صلاة الجمعة الماضية، وتابع موضحا أن الأمر يتعلق ب 300 مواطن من سكان الحي المحاذي لمسجد "الفضيل الورتلاني" بحي "تليملي" بالعاصمة، وقعوا منذ أيام على عريضة، رفعوا نسخة منها إلى مصالح الشؤون الدينية، تتضمن "تجاوزات" وتصرفات لا تليق حسب المصدر بمقام الإمام، مطالبين بتوقيف المعني عن الإمامة في الحي. كما أشار المتحدث إلى أن أصحاب العريضة لا ينتمون إلى الجماعة السلفية أو المدخلية، ولا لأي تيار متشدد آخر.
