باحث فرنسي يحذّر من استغلال ”القاعدة” لنشاط تهريب الوقود :منطقة الساحل مهددة بصراع بارونات المخدرات

أكد الباحث الفرنسي ”آلان أونتيل” ومدير برنامج إفريقيا منطقة الساحل بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن ترويج المخدرات بدول منطقة الساحل الإفريقي أصبح يُهدد أمن واستقرار المنطقة نظرا لتعدد الأطراف والجهات التي تنشط في هذا المجال، مما يؤدي إلى خلق منافسة على مخازن المخدرات، واحتمال تحوّل سوء التفاهم والصراع حول هذا النشاط إلى اشتباكات ومواجهات عنيفة مستقبلا· ودعا المتحدث الجزائر إلى ضرورة تعزيز آليات الشراكة مع دوّل الجوار التي تعتبر مناطق ساخنة وتُهدد أمن منطقة بأسرها·
وفي هذا الإطار، أبرز المتحدث، الذي نشط ندوة حول ”الجريمة المنظمة بمنطقة الساحل” بمركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية، أن ”الأطراف الضالعة بالمتاجرة في المخدرات في منطقة الساحل الإفريقي، منها بعض الجماعات الإجرامية التي تنشط في كل من نيجيريا وغينيا وغيرها إلى جانب ضلوع ما يُطلق عليهم ”مافيا الدولة” في بعض دول غرب إفريقيا، حيث يتورط بعض القضاة ورجال الأمن في تأمين منافذ ومحاور نقل كميات المخدرات على غرار غينيا بيساو”·
وأضاف المتحدث أيضا وجود بعض الأطراف المحليين مثل جماعات من الطوارق وأخطر فاعل في هذه المعادلة مساهمة عناصر تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” الذي ينشط عبر محور شمال إفريقيا إلى دول منطقة الساحل الإفريقي، في انتعاش تجارة المخدرات والتي على رأسها المتاجرة بالكوكايين، مشيرا إلى أن تجار المخدرات أصبحوا يتحالفون مع عناصر تنظيم القاعدة التي تضمن لهم تأمين الطريق بشمالي مالي إلى غاية وجهات متفق عليها دون أن تغامر بدخول الأراضي الجزائرية· كما لفت النظر في سياق إلى أن ”القاعدة بإمكانها أن تتحول إلى حارس لقوافل تهريب المخدرات، في حال ما إذا تمكنت من إيجاد حل لمشكل الوقود الذي يعتبر حاليا عائقا بالنسبة لها في قطع وتخطي مسافات طويلة عبر الصحراء”·
وأشار من جهة ثانية إلى أن المتاجرة بالكوكايين الذي يتم إنتاجه في كولومبيا ويتم نقله عبر المحيط الأطلسي باستعمال مختلف وسائل النقل من بواخر تجارية وطائرات تجارية نحو دول غرب إفريقيا، تسمح أيضا بنقل كل أنواع الأسلحة وبالتالي تعزيز انتشارها بين السكان وبالتالي ارتفاع نسبة العنف والصراعات·
كما يبرز في تلك الدول أيضا شكل آخر من أشكال الجريمة المنظمة المتمثلة في تبييض الأموال نظرا لغياب نظام بنكي بها، حيث تجري كل المعاملات المالية خارج المنظومة البنكية والتسديد يتم نقدا مما يعني غياب المراقبة وهو ما يساهم في تبييض الأموال التي تعتبر من عائدات المتاجرة بالكوكايين ·