في ذلك اليوم.. كنا لا نزال على الرصيف الذي يقع على ضفته مطار طرابلس العالمي.. ننتظر سيارة أجرة تقلنا إلى حيث قصدنا في ليبيا، ولم نشعر للحظة واحدة أننا تركنا الجزائر وسافرنا إلى دولة أخرى فالموسيقى الجزائرية الصاخبة كانت تعم أرجاء الأمكنة و''الراي'' بالأخص كان يملأ الشوارع حتى خلنا أن الليبيين لا يسمعون من الغناء إلا الجزائري ولا يتذوقون من''الراي'' إلا الجزائري. ركبنا الحافلة التي كان صوت ''الشاب'' خالد فيها أقوى من صوت المحرك والجميع مستمتع بغنائه وانتظرنا أن يطلب أحد الركاب من سائق الحافلة أن يخفض صوت الراديو قليلا ولكن بدا الجميع ''مسلطن'' مع موسيقى الراي.. عندما وصلنا إلى حيث وجهتنا ارتحنا قليلا وطلبنا أن تكون لنا جولة بشوارع العاصمة الليبية فكان لنا ما طلبنا.. زيارة إلى إحدى الأسواق الكبرى.. وما إن دخلنا حتى وجدنا ''الكينغ خالد'' و''الأمير'' مامي و''الحاجة'' الزهوانية ومحمد لمين وآخرون.. لم نستطع التمييز بين أصواتهم يملأون الأماكن بأصواتهم التي تنبعث من السيارات المركونة بجانب السوق والمحلات المجاورة.. عندها علمنا بأن ''الراي'' في البلد الشقيق هو ''الراي'' الجزائري الذي لانعرفه كله في بلدنا الجزائر واكتشفناه هناك.. في طرابلس..