أقام المجلس الأعلى للغة العربية، إحتفاء بلغة الضاد في يومها العربي الموافق للفاتح مارس، ندوة إفتراضية بثت بتقنية زوم، التحاضر عن بعد، حول موضوع "اللغة الوظيفية في مجالات الدبلوماسية والسياحة الفندقة والنقل". واختارت منظمة الألسكو لهذه السنة شعار "نتكلم العربية ونتعلم جميع اللغات"، وقد أبرزت آمال حمزاوي منسقة الندوة في مستهل حديثها أن كل الجهود تهون في خدمة جلالة الملكة، اللغة العربية. وقد عرض رئيس المجلس صالح بلعيد لدى افتتاحه الندوة، أعمال ونشاطات مؤسسته الدؤوبة في ترقية اللغة، مؤكدا أن العربية قادرة على مواكبة تطور العصر ومواجهة رهانات وتحديات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والترجمة الآنية، وعرض بالمناسبة الدليل الجديد الذي يضم أربع مجالات ويضاف إلى بقية الأدلة التي أنجزها المجلس وتفوق العشرين. قدمت بالمناسبة محاضرات عديدة، نذكر منها محاضرة فرح ديدوح من جامعة تلمسان بعنوان "فاعلية التخطيط اللغوي في ترقية المنظومة السياحية، كما قدمت الدكتورة مهدية بن عيسى مداخلة مهمة بعنوان "الطبخ التقليدي في الجزائر ودوره في الترويج لسياحة الطعام" وقالت بأنها فرع من فروع السياحة ظهرت في البلد في 2001، وتسمى بسياحة التذوق وسياحة الطهي، وهي أحد المحركات الأساسية للسياحة، فهناك دول -قالت مهدية- ارتبطت بطبخها، البيتزا في إيطاليا، السوشي اليابان، الهريسي الإمارات، الفاست فود أمريكا. وأكدت المتدخلة أن سياحة الطعام أضحت موردا لكثير من الدول وأسهبت في ماهية سياحة الطعام، وأن الطبخ يعتبر رمزا للهوية، وعرجت على مختلف اطباق المطبخ الجزائري الواسع، البربري الذي جاء مع زراعة القمح، العربي الثريد، التركي الأندلسي والإسباني والفرنسي. كما تناولت من جهة أخرى الدكتورة جويدة مهبول، إعداد أدلة للمحادثات في الوطن العربي أحد إصدارات المجلس الأعلى للغة العربية انموذجا. كما قدمت الدكتورة براهيمي فاطمة محاضرة بعنوان "دور اللغة في إرساء معالم التواصل السياحي" والدكتورة رحمة كروي بدورها تحدثت عن موضوع الإعلام السياحي، حيث ذكرت أن جل البرامج السياحية في البلد تقدم خدماتها المادية والثقافية والترفيهية باللغتين الانكليزية والفرنسية وأحيانا باللغة العامية، وكان اللغة العربية -مثلما قالت-على عاجزة عن تبليغ المقاصد وتحقيق الغايات والظفر باقتناع السياح، مؤكدة أن واقع اللغة التربية في قطاع السياحة هو باهت، حيث تعاني الأبعاد والتهميش في العديد من البلاغات ويتعمد استبعادها من هذه القطاعات، اعتقادا من الدوائر الوصية بعجز العربية عن مسايرة السوق التقنيات والانفتاح وأكدت أن اللغة التي حوت حكمة الهند وفلسفة اليونان وعمران الرومان لا يعجزها أن تعبر عن نشاط بشري يومي قوامه الحل والترحال والأكل والشرب وتعريف الآخرين بالمآثر والآثار، وأن العربية همشت ليس لضعف في طبيعتها أو نظامها اللساني تركيبا ودلالة، وختمت بقولها أن اللغة تعامل واستعمال.