بعدما أنهى وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، جولته المكوكية الإفريقية الأخيرة والتي شملت كل من غينيا كوناكري وسيراليون والكاميرون، لم يلبث أن غادر الجزائر أمس، متجها إلى مملكة إسبانيا في زيارة عمل. زيارة بوقادوم إلى مدريد، جاءت إثر دعوة من نظيرته الإسبانية، أرانتشا قونزاليس لايا، وفق بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية، أوضح أنها "تندرج في إطار المشاورات التقليدية والمنتظمة بين البلدين اللذين وقعا منذ سنة ألفين واثنين 2002 معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون". وفي أجندة الزيارة أيضا، عمل من أجل "تعزيز الحوار السياسي والشراكة الإستراتيجية بينهما بشكل أكبر في جميع القضايا وفي جميع الميادين ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل الظرف العالمي الراهن الذي تطبعه الأزمات متعددة الأبعاد". وينتظر أن يلتقي رئيس الدبلوماسية الجزائرية على طاولة المحادثات مع عدد من المسؤولين الإسبان، وعلى رأسهم الملك فيليبي السادس، الذي سينقل إليه رسالة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ووزيرة الخاريجة أرانتشا قونزاليس لايا، ورئيسة مجلس النواب ميريتشيل باتيت لامانا، وكذا النائبة الرابعة لرئيس الحكومة الإسبانية، وزيرة الانتقال الطاقوي والتحدي الديمغرافي تيريسا ريبيرا. وتعتبر إسبانيا من بين الدول المؤثرة التي ترفض الطرح المغربي في القضية الصحراوية، وهي ترى بأنه لا مفر من احترام قرارات الأممالمتحدة ولوائحها، التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن بينها الشعب الصحراوي المحتل. وتكمن أهمية الموقف الإسباني، في كون مدريد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، المؤثرة في موقف بروكسل من القضية الصحراوية، إلى جانب كل من فرنسا وألمانيا، التي توجد علاقاتها في حالة متأزمة مع المغرب بسبب القضية الصحراوية، ما يعني أن بوقادوم سيحث الطرف الإسباني على المزيد من الضغط على المخزن، لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وخلال الجولات المكوكية التي قادت وزير الخارجية إلى العديد من البلدان الإفريقية مؤخرا، كانت القضية الصحراوية من بين الملفات التي تم التباحث حولها، غير أن الجولة الأخيرة التي قادته إلى دول غرب إفريقيا، غينيا كوناكري وسيراليون والكاميرون، وصفها المراقبون بأنها اقتحاما لمعاقل المغرب في القارة السمراء، والتي دأبت على دعم طرح المخزن في الأراضي الصحراوية المحتلة.