الجزائر – تسبب حريق نشب، نهاية الأسبوع الجاري، في خزانة مولاي العباس بن مولاي عبد الله الرقاني ببودة بولاية أدرار التي يشرف عليها بن مولاي عبد الله، والمتوفرة على البوابة الجزائرية للمخطوطات، في إتلاف نحو 1963 مخطوطا في مختلف المجالات. ونشر الناشط عباس رقاني على حسابه بالفايسبوك صورا تظهر مدى بشاعة المنظر جراء الحريق المهول الذي التهم عشرات المخطوطات والكتب التي تمثل إرثا حضاريا وتراثيا وتاريخيا وثقافيا مهما. وكتب رقاني: "لم يتم تأكيد سبب الحريق غير أن جميع القرائن تستبعد الحادث الطبيعي وتبقى فرضية الفعل العمدي راجحة ،لكن المؤكد أن ألسنة النيران أتت على كل الموروث الموجود حتى الذي كان محفوظا في التوابيت ". ويروي رقاني نبذة عن الخزانة قائلا: "مؤسس الخزانة هو مولاي العباس بن مولاي عبد الله (سيدي بله) بن الشيخ مولاي عبد المالك بن مولاي عبد الله الرقاني، سار مولاي العباس على خطى أجداده رحالا بين توات وبلاد التكرور، ساعيا في طلب الرزق وناهلا من فنون العلم، على عادة أهل توات الذين عرفت رحلاهم بالمزاوجة بن التجارة والعلم " وانتقل ميراث مولاي العباس العلمي لابنه المجاهد شهيد معركة الدغامشة مولاي عبد الله ثم انتقل منه إلى أخيه سيدي محمد المدفون بقصر بنيلو ببودة (أدرار) ومنه إلى ابن أخيه جدنا مولاي احمد دفين قصر الونكل بالمنصور بودة"، لكن أضاف مولاي احمد في ميراث أبيه العلمي كتب المطبوعات القديمة والمخطوطات ومنها ما كتبه بيده، وحفظها في توابيت . وبعد وفاة مولاي أحمد سنة 1965 أصبح هذا الميراث متداولا بين أخيه مولاي عبد الله وأبنائه الكبار مولاي عبد الله ثم مولاي الشيخ، وبعد وفاة عمنا مولاي الشيخ تنازل ولدنا مولاي أمحمد لأخيه الأصغر منه سيدي محمد على مفاتيح الخزانة، لأهليته وأحقيته العلمية في ذلك، ثم استلم سيدي محمد أمر الخزانة الرئيسية عمل على تحسينها وتوسعتها . وضمت الخزانة حين بدأ العمل عليها حوالي 75 مخطوط وأكثر من 400 وثيقة مصنفة في مختلف المجالات ومن هذه المخطوطات ربع القرآن الكريم الجزء الأول بخط مولاي العباس بن مولاي عبد الله، دلائل الخيرات في مجلد ملون بخط مولاي عباس، شرح الرسالة المسماة كتاب معين التلميذ على قراءة الرسالة مخطوط لسيدي عثمان بن اعمر بن سيدات بن اعمر بن الأمين بن غانم بن المختار الولاتي، مجلد مخطوط اسمه التحفة البينة في الفقه بالحسانية لمؤلفه محمد بن حبيب الله بن احمد مولود الجكاني الرمضاني، عشرات الرسائل. إضافة إلى عقود البيع والشراء والشركة والتوهيب، المنازعات، وفتاوى ومسائل تتعلق بالإرث والأعمار وخدمة الفقاقير وما يتعلق بعائلة مولاي عبد الله الرقاني. وكذا عشرات الكتب والمخطوطات المصورة والرسائل والأبحاث..إلخ. وفق المتحدث.