يوجد بولاية عنابة متحف قديم يعود اكتشافه خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية ، أطلق عليه إسم متحف «هيبون» ، والذي بدأت الحفريات والتنقيبات به مطلع القرن الماضي، وهذا نظرا لأهمية الموقع التاريخي الذي تعاقبت عليه 6 حضارات «النوميدية « ،الفينيقية ، الرومانية ، الوندالية ، البيزنطية والإسلامية ، إلا أن البحث عن ما زالت تختزنه أرض هذه البقعة من ولاية عنابة متوقفة اليوم بسبب انعدام الأرصدة المالية حسب القائمين على هذا المعلم التاريخي الهام . «الجمهورية» وخلال زيارتها للمتحف التقت بالمرشد علي باي جندي الذي أوضح أن متحف هيبون الذي تشرف عليه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والديوان الوطني للسياحة يجمع عددا كبيرا من الآثار كالتماثيل، الأواني الفضية والنحاسية وكذا لوحات الفسيفساء من مختلف المراحل التاريخية التي عرفتها المنطقة النوميدية الأصل التي تعرضت إلى هجمة فينيقية في القرن السابع الميلادي ، لتصبح بعد ذلك مدينة رومانية في القرن ال 46 ق. م ، موضحا أن هذه الأخيرة لم تسلم من احتلال الوندال الذين لم يعمروا بها كثيرا بسبب هجوم البيزنطيين ، حيث استقر هؤلاء بها فترة تفوق القرن ونصف القرن ، ليأتي عهد الفتوحات الإسلامية ، حيث حكم عنابة الفاطميون ، الصنهاجيون ، الحماديون ، الحفصيون وقد أطلق عليها العرب عليها اسم عنابة نسبة إلى أشجار العناب التي تتوفر عليه المنطقة ، لتأتي فترة حكم العثمانيون في سنة 1537 إلى غاية الاحتلال الفرنسي في 1832 ، لتدخل المنطقة مرحلة البحث والتنقيب على الآثار التاريخية، لكن الظروف فرضت عليها تغيير مهامها من فترة لأخرى ، حيث تحولت من مركز احتلال الإستعمار الفرنسي ، إلى سجن لتكسير إرادة المقاومين خلال الثورة التحريرية ، ويقال أنه كان كذلك مركز تعذيب الكثير من المجاهدين، ليحول بعد ذلك إلى مركز مدفعية للطيران الفرنسي ، و بقي على هذا الحال إلى غاية استرجاع الجزائر سيادتها سنة 1962 ، وفي سنة 1964 تم إعلان المكان كمتحف يفتح للزوار خاصة تلاميذ المؤسسات التربوية ، الباحثين والطلبة الجامعيين . من جهة أخرى أكد السيد علي باي جندي أن هذا المكان التاريخي الذي يتربع على مساحة 26 هكتار عاش مراحل تاريخية كبيرة كانت بدايتها خلال القرن 46 قبل الميلاد واستمر إلى غاية القرن 5 الميلادي ، وقد سمحت الأبحاث والتنقيبات به بالكشف عن عدد من التماثيل الفريدة من نوعها على المستوى العالمي كتمثال «هيبون «وهي قطعة واحدة وفريدة في العالم ، تمثال الطفلة البرونزية و تمثال آبولون من البرونز .