زارت أميرات بساط الجمباز الجزائري أول أمس جريدة الجمهورية، أين كانت لهن الفرصة للتجوال في مختلف أقسام الجريدة بما فيها متحف جريدة الجمهورية، إذ إرتأت البطلات إلا وإشراك الجريدة كعكة الإحتفال بالإنجاز الأخير المسجل في البطولة الوطنية الأخيرة بقصر البخاري أين نالت كل من عتو حياة الميدالية الذهبية وزميلتها ماريا سماحي هالة الفضية فيما نالت على بن علي سرين الميدالية البرونزية... لتواصل بذلك جمعية رائد بلدية وهران شرق للجمباز حصد الألقاب الوطنية في الفئات السنية وصقل المواهب الشابة لتتحول إلى أبطال تصنع أفراح الاندية الجزائرية وحتى الفرنسية مثلما هو الحال بالنسبة لمختاري أحلام التي تمثل إحدى أعرق النوادي الفرنسية في الجمباز بليون الفرنسية، أما على المستوى المحلي فعدة أندية وطنية أضحت تقتلع الألقاب على ظهر جمعية «إيربو أست»، رغم هذا لا تزال ولغاية الآن تؤكد أنه منبع للمواهب وخلية لصناعة أبطال في رياضة الجمباز بل أكثر من هذا فممارسات هذه الجمعية دائمًا ما يتم ترقيتها إلى التصنيف الأعلى يتجاوز السن القانوني نظرًا للكفاءات والمستوى الفني، جعلها مرشحة دائمًا لتمثيل الراية الوطنية في مختلف المحافل والتجمعات الدولية سواء الإفريقية او العالمية وحتى الإقليمية، مثلما كان عليه الأمر بالنسبة على بن علي سيرين التي مثلت الجزائر في البطولة العربية بلبنان الصائفة الفائتة أحسن تمثيل أثناء الطبعة ال 11 للبطولة العربية للناشئات ونالت الميدالية البرونزية. وكم هن بطلات من جمعية «إيربو أست» تحصدن الأخضر واليابس في كل موعد وطني مثلما كان عليه الامر في البطولة الوطنية الأخيرة التي أجريت الشهر المنصرم بقصر البخاري دائرة بوفاريك ولاية البليدة، أين قدمت كتيبة المدربة قدور فايزة أداء راقيا أقتلعت به المراكز الثلاثة الأولى، حيث نالت عتو حياة الميدالية الذهبية في 4 إختصاصات، لترتقي في التصنيف بعدما كانت صاحبة الفضية في نسخة تيبازة 2016 وهي لا تتجاوز السن العاشر، إذ تعتبر عتو حياة من الكفاءات الصاعدة خطفت الأضواء في لآونة الأخيرة وهي من مواليد 20 /02 / 2008 بوهران بدأت رياضة الجمباز قبل ثلاث سنوات لتنال أول ميدالية الموسم المنصرم في البطولة الوطنية شاركت فيها أكبر الأسماء التي سيطرت على جميع المنافسات، لتجتاح عتو كوكبة النخبة، وتمهلهم أشهر قليلة حتى تتربع على العرش وتصبح ملكة الجمباز الجزائري للناشئات في التصنيف «ب» وهو يجتاز تصنفها السني. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل واصلت أميرات المدربة فائزة السيطرة بعدما إقتلعت مريا سماحي هالة الميدالية الفضية وهي ثاني ميدالية في مشوارها الرياضي بعد الميدالية البرونزية التي نالتها الموسم المنصرم في بطولة تيبازة، إذ تعد مريا من الكفاءات الصاعدة والتي كان من المفترض ان تشارك في البطولة العربية بلبنان لو لا أن سنها الذي لا يتوافق والقوانين المعمول بها بالإتحاد العربي للرياضة، إذ تعتبر سماحي من مواليد 13 /04 /2008 بوهران، التي لم تؤكد جدارتها في الرياضة بل حتى في الدراسة فهي من التلاميذ الكفء بمدرسة الصيباوي الخاصة، أما الميدالية الربرونيزية في البطولة الوطنية التي أجريت بقصر البخاري فقد رجعت لصاحبة برونزية الألعاب العربية بلبنان لعلى بن علي سيرين والتي هي من مواليد 15 /04/ 2007 بوهران، هذه الأخير في أول مشاركة لها على المستوى الوطني تقتلع الميدالية البرونزية رغم تأكيدها إقليميًا أنها من طينة الكبار... تدريبات في قاعة مهجورة وألواح المكانس تعوض الوسائل البيداغجية وكل هذا يعود بفضل جمعية «إيربو أست»، رغم الإمكانيات المنعدمة والظروف القاهرة التي تتمرن فيها البطلات وجل ممارسي رياضة الجمباز بمركب «باسترانة» بسيدي الهواري، فهذه المنشأة بغض النظر عن موقعها المنعزل فهي تهدد حياة الممارسين، فكم من موهبة صاعدة قضت نحبها بسبب إصابة بالغة تعرضت لها جراء هذه القاعة التي لا تتوافر على ادنى ظروف التدريب، فلا بساط ولا وسائل بيداغوجية، بل وصل الأمر الى إستعانة المدربين بألواح المكانس وأقبضة حديدية بالإضافة إلى بعض الوسائل للتدرب من نفايات بلاستيكية يتم استغلالها لإجراء الحصص التدريبية ناهيك عن أمور أخرى مثل الإنارة التي تكاد أن تكون منعدمة حيث تصبح القاعة في فصل الشتاء إلى فضاء للأشباح على شاكلة أفلام الرعب، أما غرف تغيير الملابس فهي لا تقل اهمية عن مفرزة لرمي الفضلات والمزابل العمومية، رغم هذا تتخرج من قاعة «باسترانة» أبطال دونت إسمها بأحرف من ذهب ضمن سجيل الألقاب على المستوى الوطني. التهميش جعل لاعبات «إيربو إيست» مطمع أندية عريقة بالجزائر في الأخير تبقى ما يمكن الإشارة إليه انه وبالرغم مما تصنعه جمعية بلدية وهران (شرق)، إلا ان الإشادة والتكريم من القائمين على الرياضة بوهران وحتى السلطات المحلية غائبًا، بل لم يسبق وأن تم استقبال هذه الأبطال كعرفان وشكر على تلك المجهودات، مثلما كان عليه الأمر بالنسبة لعلي بن علي سيرين التي لم تجد في مطار وهران أحمد بن بلة سوى العائلة في إنتظارها، عكس ما شهدته زميلاتها في المنتخب الوطني المدرسي بباقي الولايات، إذ وصل الأمر بولاية بجاية إلى إستقبال أمين العام لهذه الولاية للبطلة العربية صاحبة الميذالية الذهبية بالألعاب العربية المدرسية التي إحتضنتها لبنان الصيف المنصرم، ليفتح الأبواب أمام أندية عريقة بالجزائر مثل المجمع البترولي وغيرها من الفرق الكبيرة وحتى بعض الأندية الفرنسية لإستغلال هذه الأسماء، فإلى متى يتواصل هذا التهميش ووهران مقبلة على إحتضان أحد المنافسات الإقليمية صيف عام 2021؟