صدر عن دار « أُنادار» للنشر و التوزيع بوهران مؤلف جديد للكاتب والمجاهد خالد بلعربي « تحت عنوان « كان يا ماكان .. رجل و قدر»، في طبعة جميلة تحدث فيها المؤلف عن سيرته الذاتية و كفاحه الثوري رفقة الكثير من المجاهدين و شهداء مدينة وهران الذين ناضلوا من أجل تحرير الجزائر وتقرير المصير . وقد تحدث خالد بلعربي في بداية كتابه عن أصوله المنحدرة من أولاد الشريف بولاية تيارت ، الذين امتهنوا الفلاحة التي كانت مصدر رزقهم و قوتهم اليومي، فضلا عن الفروسية ، كما خصص بلعربي حيزا كبيرا ضمن مؤلفه للتحدث عن قدوته الأولى المتمثلة في والده طيب بلعربي المولود في 1895 بقرطوفة التي تبعد ب 5 كلم عن مدينة تيارت، مبرزا خصاله الحميدة في البحث و العمل من أجل تأمين لقمة العيش له و لإخوته ، أما والدته الحاجة مريم المولودة بولاية تيارت عام 1914 والمتوفاة سنة 2011 هي الأخرى تكلم عنها بكل فخر معددا خصالها وتضحياتها ، ليصل إلى لحظة مولده سنة 1931 بتيارت ، وكيف أنه تألق في دراسته وعمره لم يتجاوز 14 سنة، ليقرر بعدها البحث عن عمل لمساعدة والده، الذي كان يعمل بمشقة من أجل توفير لقمة العيش لعائلته الصغيرة التي كانت تعاني من الفقر، فاشتغل كل المهن المتوفرة لديه آنذاك حسبما جاء في الكتاب. وفي ذات السياق تحدث بلعربي خالد عن فترة الأربعينيات من القرن الماضي التي شهدت الحرب العالمية الثانية، مبرزا أهم الأحداث التي سُجلت بمدينة وهران التي كانت تعرف تواجد 200 ألف مواطن فرنسي آنذاك، وكلهم تأثروا بما حملته الحرب، خاصة بعدما تم تحطيم القاعدة العسكرية للمرسى الكبير والأسطول الفرنسي الموالي للقوات النازية ،من قبل الطيران الحربي البريطاني، ما خلف 1000 قتيل. وفي فصل آخر من الكتاب أعطى بلعربي خالد نبذة عن نضاله أثناء الثورة التحريرية ، كاشفا عن أهم الأحداث التي عاشها رفقة أسماء كثيرة سقطت في ميدان الشرف، وعدد من المجاهدين الذي بقوا على قيد الحياة بعد الاستقلال. حيث نقل في مؤلفه كيف تم إعدام كل من بغدادي محمد و مولاي أمحمد في 1 جويلية 1959 عن طريق الرصاص ، وذلك بعد محاكمتهم في المحكمة العسكرية رغم رفض بعض المثقفين الفرنسيين تنفيذ الحكم ، و كرد فعل قامت مجموعة تابعة للفدائيين بزعزعة الأمن الفرنسي من خلال تنفيذ عدة عمليات فدائية طالت مراكز حساسة، أما مجموعة عبد الحق الذي كان ينتمي إليها فقد ركز على بعض زملائه في الكفاح منهم بوزيد قدور، بلاقان تازي، عفان أحمد، عبد القادر ولد قبايلي، و غيرهم مبرزا أن القوات الفرنسية قامت باعتقال العديد من المجاهدين والأهالي الذين تم توجيهم إلى المكتب الثاني الذي كان يستنطقهم بمساعدة «البياعين»، وكيف تم إلقاء القبض عليه وتكليف المحامي الأستاذ عابد الذي بذل كل الجهد من أجل أن يأخذ حكما خفيفا ، لكن المحامي تم قتله من قبل المنظمة السرية (أو . أ .أس ) في 16 ديسمبر 1961 . ومن جهة أخرى عدّد بلعربي خالد الكثير من الأبطال الجزائريين الذين شاركوا في الثورة الجزائرية من بينهم بوجرة عبد الباقي، الشهيد شريط علي شريف، برويغات ربيعة ، بلحسن محمد، رحمون ملكة ، بلحسن مليكة ، كما قدم تشكيلة لصور بعض شهداء مدينة وهران.كما كرم عبر سطوره رجالات الجزائر الذين زرعوا جذور الحرية في أبناء الشعب الواحد بداية من الأمير عبد القادر ، مرورا بأحمد زبانة ، زدور إبراهيم بلقاسم ، حمو بوتليلس ، حميدة الطاهر، العقيد عثمان، الحاج ميلود الحبيب، العقيد لطفي، الرئيس السابق الراحل أحمد بن بلة، الحاج بن علة ،أحمد مدغري،الكومندو سي موسى، خيرة بن داود ،و غيرهم ليختمها بصور لوثائق تاريخية هامة .