أصدر رزين محمد الأمين أستاذ علوم الإعلام و الاتصال بجامعة الجيلالي ليابس بسيدي بلعباس مؤلفا جديدا عن دار النشر * دار الماهر * بعنوان *السينما و السياسة *، والذي قدمه البروفيسور محمود إبراقن رئيس تخصص دكتوراه: *السينما ووسائل الاتصال التفاعلية* بجامعة الجزائر 3. الكتاب الذي جاء في 260 صفحة عبارة عن دراسة نصية سيميولوجية لمجموعة من الأفلام الجزائرية، وقد جاء في قسمين، القسم الأول يتناول علاقة السينما بالسياسة في 4 فصول، أما القسم الثاني فهو عبارة عن دراسة نصية سيميولوجية لمجموعة من الأفلام الجزائرية، في 3 فصول، و يستعرض الكتاب في ملاحقه مجمل الدراسات السابقة المتعلقة بعلاقة السينما بالسياسة. حيث يقول صاحب الكاتب في ملخص كتابه: * في البداية كان المجاهد ببندقيته و السينمائي بكاميرته ، ولذلك عرفت السينما الجزائرية منذ ميلادها في الجبال كسلاح نضالي من أجل قضية عادلة. فصورت الأفلام الأولى واقع معاناة المجاهدين و جزء من نضال ممرضات جيش التحرير بإمكانيات بسيطة و تكاليف زهيدة بلا سيناريوهات و من دون استوديوهات تصوير، ثم رافقت السينما الجزائرية بعد استعادة السيادة الوطنية جل الأحداث الحاسمة التي عرفتها البلاد و ترجمت ذلك من خلال أفلام تحمل أهمية سياسية و اجتماعية و حتى تاريخية.. يتطرق الكتاب إلى أصول علاقة السينما بالسياسة، هذه العلاقة التي تأسست بحكم الظروف، مما أدى إلى بروز السينما كوسيلة تواصل سياسي لبث الخطابات و الرموز و الشعارات والمشاريع* من جهته أوضح البروفيسور محمود إبراقن أن كتاب *السينما والسياسة موضوع يجمع بين وسيلة تعبير جماهيري ووسيلة ممارسة السلطة، وقد تبلورت هذه العلاقة انطلاقا من باحثين كبار من بينهم الباحث الفرنسي كريستيان زيمر Christian ZIMER الذي تطرق إلى ميلاد عقيدة العرض spectacle السينمائي، باعتبار أن هذا الأخير كثيرا ما يوصف بممارسة سلطة على المشاهد المستسلم كليا للقصف الهائل من صور الخطابات الفيلمية الاستهلاكية (...) علاقة السينما بالسياسة ظهرت أيضا كتوثيق لمرحلة عصيبة مرت بها شعوب العالم الثالث التي كانت تركن تحت نير الاستعمار الغاشم، فجاءت أفلام حرب التحرير كصرخات انعتاق و«معارك صور»Batailles d*images موازية لحملات الغزو العسكري. وأثناء حرب التحرير الجزائرية، كانت السينما ذات أهمية بالغة، إذ أنها لعبت دوراً مفصليا في النضال الذي خاضه الشعب الجزائري من أجل التحرير بعامة وتدويل القضية الجزائرية بخاصة. للتذكير، فإن الحكومة الجزائرية المؤقتة قد أنشأت *لجنة السينما* ثم *مصلحة السينما*، دون نسيان ذكر *مصلحة السينما* التابعة لجيش التحرير الوطني وكذا *مدرسة التكوين السينمائي* (...) ، كما يؤكد البروفيسور إيراقن أن الباحث رزين محمد انطلق من السينما كظاهرة اتصالية تملك كل عناصر التأثير والإقناع ، ثم يمر على أمثلة ومحطات تاريخية مهمة من تاريخ السينما السياسية ليستقر أخيرا على إبراز مجمل الأفلام الجزائرية التي لها علاقة بالسياسة. ، لأن السينما السياسية غالبا ما تلجأ إلى رمزية الخطاب وبلاغة الصورة، ولأن التحليل السيميولوجي يعد أحسن المقاربات لتحليل الخطابات السمعية-البصرية، فإن الباحث رزين محمد عالج في كتابه هذا ثلاث محطات تاريخية وسياسية جزائرية عكستها ثلاثة أفلام جزائرية مهمة: *معركة الجزائر* للمخرج اليساري جيلو بونتيكورفو، *الفحام* لمحمد بوعماري، و*يوسف اسطورة النائم السابع* لمحمد شويخ، خاتما قوله إن الباحث يعالج هذه الأفلام انطلاقا من شبكة تحليل متكاملة مستمدة من مقاربة التحليل النصي السيميولوجي لرولان بارث.