صرح أمس السيد الطيب زيتوني في ندوة تاريخية نشطها على مستوى المركز الجامعي الحاج بوشعيب بعين تموشنت بمناسبة الإحتفالات الرسمية المخلدة لأحداث 11 ديسمبر 1960 والتي حملت شعار هذه السنة *11 ديسمبر انتصار الإرادة الحرة * أن عين تموشنت كانت محطة حاسمة لإنتصار الإرادة الحرة حيث صنعت هذه الولاية تاريخ الوطن المجيد ففي مثل هذا اليوم يقول الوزير من سنة 1960 خرج الجزائريون في مظاهرات عارمة شملت مختلف جهات الوطن و إنطلقت شرارتها يوم 9 ديسمبر من ربوع منطقة عين تموشنت المجاهدة تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني ليتفقوا على كلمة واحد ورجل واحد بان الشعب الجزائري قد حسم إختياراته وأنه بلغ بمسيرته المظفرة نحو الحرية و الإستقلال نقطة النهاية وأن إلتفافه نحو قيادته السياسية والعسكرية لن تكون محل مساومات حيث أسفرت تلك المظاهرات الشعبية التي كانت فيها الإرادة تابثة والتلاحم بين الشعب الجزائري شاملا والتنظيم محكما والتجاوب بالغ الدقة نتائج إنعكست على الداخل والخارج وكانت غاية في الأهمية على الصعيد الدبلوماسي والإعلامي تعززت بها مواقف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في المحافل الدولية وقد غيرت تلك الأحداث البطولية مجرى تاريخ البشرية والإنسانية جمعاء وفتحت أبواب الأمل أمام الشعوب المضطهدة بعد تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار 15 -14 في دورتها الخامسة عشر من تاريخ 15 ديسمبر سنة 1960 والذي يدعو الى تصفية الإستعمار و إعتبار إستعمار الشعوب إستعباد أجنبي وسيطرته و إستغلاله يشكل إنكارا لحقوق الإنسان الأساسية ويعيق قضية السلم والتعاون العالميين وقد شكلت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 نقلة نوعية في معركة التحرير وتجسدت فيها أسمى معاني الوعي الوطني(يقول الوزير ) ومدى الترابط القوي والمتين بين الشعب وثورته الذي إنتفض من أقصى غرب البلد إلى أقصى شرقها ومن شمالها ووسطها إلى جنوبها مستبشرا بحسم المعركة و بإشراقة النصر المبين وفي هذا المقام ذكر الوزير مقطعا من كلمة رئيس الجمهورية عن هذه الملحمة * لقد عبرت تلك المظاهرات الجماهيرية مرة أخرى عن أهمية الكفاح المسلح وتظافر الشعب و التفاف كافة فئاته فلقن درسا للإستعمار الغاشم آنذاك و إنكشف وجه الإستعمار الكاذب في أوساط المجتمع الدولي شرقه وغربه ليعلو صوت الجزائر مرة أخرى في المنابر الدولية والهيئات والمؤسسات العالمية مؤكدة للجميع صدق الرسالة وسلامة المنهج وأحقية المطلب الشعبي في إفتكاك حريته وتجسيد سيادته ورفع علمه * كما أكد الوزير أن أحداث 11 ديسمبر هي تاريخنا وأصالتنا وان الجزائر اليوم وغدا تعتز بثورتها المجيدة ويشرفها الإحترام الذي أحرزته فالمبادئ الذي جاء بها بيان أول نوفمبر 1954 هي مبادئ اجمع العالم على كونها تدخل نطاق المنهج العام والمرشد القوي لنضال الشعوب وكانت و ما تزال مرجعية في تقرير المصير وقد أضاءت ثورة نوفمبر دروب الحرية للشعوب المستضعفة في العالم وأكدت بالدليل القاطع أن لا شيئ يعلو على إرادة المجد والعزة ولا شيئ يعلو على الإرادة الحرة من أجل الإنتصار كما أكد ذات المتحدث أن الإحتفالات ب 11 ديسمبر1960 لها مغزى للشباب وهم مدعوون للتدبر في معاني هذه الذكرى المجيدة وكل الذكريات الوطنية و إستلهام الدروس التي جسدتها تلك الملاحم الخالدة وان يجسدوها في ارض الواقع لشحذ الهمم وتقوية العزائم لمواكبة الحركية الوطنية في إستمرار التنمية والازدهار و الإستقرار تحت القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية كما دعا الشباب إلى تثمين موردنا الثقافي وثورة أول نوفمبر المجيدة وعليه بناء هذا الوطن بنفس روح هؤلاء الأبطال من شهداء ومجاهدين خاصة وان البلد تنعم بإصلاحات جذرية على جميع الأصعدة هذا وقد كرم الوزير بالمناسبة مجموعة من المجاهدين .. س لونيس قاولا على هامش الندوة الأستاذ الجامعي قنانش محمد عين تموشنت موطن أول شرارة للمظاهرات أكد الأستاذ قنانش محمد وهو أستاذ جامعي مختص في التاريخ أن الإنطلافة الأولى لأحداث 11 ديسمبر سنة 1960 كانت بولاية عين تموشنت بتاريخ 9 من نفس الشهر حيث قدم ديقول (يقول الأستاذ في فحوى محاضرته ) إلى عين تموشنت لسببين الأول لأن هذه البلدة سالمة ومسالمة وهادئة ولا شيئ يدعوا للقلق إلا أن التجمع الشعبي بدأ بتجمهر ما بين 800 إلى 1500 مواطن في اليوم التاسع ديسمبر بساحة البلدية وقد تراوح سن المشاركين ما بين 12 إلى 20 سنة حيث لم تغريهم إغراءات المستعمر بل جاؤوا ليقولوا أن جبهة التحرير والثورة موجودة في عين تموشنت ولما جاء ديغول لم يتحدث كثيرا حيث تكلم لمدة 5 دقائق إذ لم يجد الأجواء مناسبة لإلقاء خطابه فذهبوا به الى مقر الدائرة وفي هذه الأوقات أصطدم الكولون مع الجزائريين في مشادات عنيفة . كما عرفت عين تموشنت أحداث عظيمة وقعت بمختلف دواويرها مدنها منها حرق المزارع سنة 1956 أين تم حرق 128 مزرعة وأستشهد 24 مناضلا == الأستاذ جيلالي عبد القادر من جامعة تلمسان المظاهرات لا تحدد بتاريخ 11 ديسمبر بل إلى غاية 13 إعتبر الأستاذ الجامعي جيلالي عبد القادر من جامعة تلمسان أن أحداث 11 ديسمبر هي محطة تاريخية مهمة في تاريخ الجزائر وبأن فرنسا رحلت الأرشيف قبل أن ترحل حيث شرعت في ترحيل الأرشيف منذ جوان 1958 وكبديل لهذا الأرشيف فإن المؤرخين يستعنون بالشهادات الحية وعليه فإن تأريخ هذه الأحداث يكون من 9 إلى 13 ديسمبر حيث أكد المتدخل أن أحداث هذه المظاهرات شملت عدة ولايات وصولا إلى عنابة بتاريخ 13 ديسمبر وبالتالي لا يمكن أن نؤرخها ونحددها ب 11 ديسمبر كيوم واحد وزير المجاهدين يكرم عدد من المناضلين والمؤرخين قام السيد الطيب زيتوني وزير المجاهدين أمس على هامش الإحتفالات الرسمية بتكريم عدد من المجاهدين وأرامل الشهداء كما قام بتسليم مجموعة من الكتب التاريخية من إنتاج وزارة المجاهدين إلى المركز الإسلامي بعين تموشنت ومن ضمن الأسماء التي تم تكريمها رئيس جمعية 9 ديسمبر السيد محمد عبد السلام وعائلة الشهيد شويرف صالح وعدد من المجاهدين أمثال مولاي الحوسين وبوعكة الهواري وهو أمين المنظمة الولائية للمجاهدين والمجاهد جيريو وسيدي علي شريف وعدد من أفراد الحرس البلدي والأساتذة الذين شاركوا في الندوة التي نظمت بالمناسبة للتذكير فقد قام الوزير في الفترة الصباحية بزيارة مقبرة الشهداء حيث ترحم على أرواحهم الطاهرة رفقة السلطات المحلية والعسكرية