الأمن نعمة به يستقر البلد ويطيب العيش ويسود الهدوء والطمأنينة فيتفرغون للعمل والتفكير والإبداع فتزدهر الحضارة ويكثر العمران. فالأمن والطعام من أساسيات الحياة وكل الدول تحرص على توفرهما ومنها الجزائر التي مرت بفترة مظلمة كلفتها الكثير من التضحيات وتبذل جهدا كبيرا في مكافحة الآفات الاجتماعية وما حدث في الأيام الأخيرة في بعض المدن ينبه إلى وجود خطر يهدد حياة المواطنين الأبرياء. ففي مدة قصيرة قتل طالب إفريقي أمام جامعة عنابة وذبح طالب جامعي في غرفته بالحي الجامعي ببن عكنون بالعاصمة وطعن طالب جامعي في تيبازة وقتل ضابط شرطة في محطة نقل المسافرين بقسنطينة فمن غير المعقول والمقبول أن تتكرر هذه الأحداث الدامية بهذا الشكل السريع والعنيف وكأنها مبرمجة ومخطط لها . فجرائم الحق العام أصبحت لا تختلف في خطورتها عن الجرائم الكبرى، مما يجب التعامل معها بحزم وإعادة النظر في الإجراءات والقوانين العقابية والتشديد على المجرمين الخطرين داخل المؤسسات العقابية. والعجيب أن أغلب المرافق والساحات العمومية عندنا تخلو من كاميرات المراقبة رغم توفرها وبأسعار منخفضة ووجودها في المحلات التجارية والمنازل فما ضرنا لو وضعنا كاميرات مراقبة في مداخل الجامعات والمعاهد والإقامات الجامعية وفي محطات نقل المسافرين ومحطات القطار وحتى في الشوارع للتمكن من ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة للتصدي للجريمة بكل أشكالها حتى لا تزهق أرواح الأبرياء فالجريمة تتطلب العقاب.