شدد وزير الشباب و الرياضة, محمد حطاب , الثلاثاء بالجزائر العاصمة, على ضرورة إرساء "إستراتيجية شاملة" للتكفل بالشباب ترتكز على "التشاور الواسع" لاستقطاب هذه الشريحة الهامة من المجتمع. وأوضح السيد حطاب, خلال كلمته الافتتاحية للطبعة الأولى للحالات العامة للشباب, وذلك بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلين عن الأسلاك الأمنية, "أن التحولات العميقة و الجذرية التي تستهدف البيئة الاقتصادية و الاجتماعية الراهنة, تستوجب صياغة استراتيجية شاملة قادرة على استقطاب الشباب ومرافقتهم لتمكينهم من المساهمة الفعالة في بناء مستقبل مشرق للجزائر". وأبرز الوزير , أن هذه الاستراتيجية ينبغي أن "تتضمن وسائل لمرافقة الشباب وكذا إجراءات تجسد عبر فترات محددة وفي آجالها المناسبة". وفي ذات الشأن, قال السيد حطاب أن هذه الاستراتيجية يستوجب أن ترتكز على الانسجام و التنسيق والتسيير التشاركي وعلى أطر ديمقراطية لتوسيع الحوار والتشاور من أجل إشراك الشباب في صناعة مستقبله. وبمناسبة, هذا اللقاء المنظم تحت شعار "لنفكر معا",أقر السيد حطاب بأن النتائج المحققة في مجال الاهتمام بفئة الشباب "لم تستجب بشكل كلي إلى تطلعات هذه الشريحة الاجتماعية ",وذلك بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية لاسيما خلال العقدين الآخرين على غرار رصد أموال معتبرة ضمن برامج التجهيز". وإزاء هذا الوضع, قال الوزير أن "الوقت حان للاهتمام بالموارد البشرية والاستثمار فيها والابتعاد عن سياسة الكم والعدد والتوجه إلى سياسة الكفاءة والنوعية". وفي سياق ذي صلة, أبرز الوزير أن هذه الندوة التي تدوم أشغالها على مدار يومين "ستضطلع بمعالجة المسائل المرتبطة بقضايا الشباب وطموحاتهم وذلك في إطار ثلاث جلسات رئيسية , تخصص الأولى لمناقشة عامة لقضايا الشباب تتبعها جلسة لتبادل التجارب والإدلاء بالشهادات وأخرى تخص التصورات المستقبلية. ولم يفوت السيد حطاب الفرصة, للحديث عن الإنجازات التي حققها الشباب الجزائري بالأمس, مضيفا بالقول " وكم يكون جميلا ورائعا لو أن شباب اليوم يعمل من أجل الحفاظ على أمن الجزائر واستقرارها وبنائها ورقيها". من جانبه, أكد وزير العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي, مراد زمالي,على ضرورة " الاستماع للشباب أنفسهم بغية التعرف بشكل دقيق على تطلعاتهم وما ينتظرونه من مختلف أجهزة دعم نشاطات الشباب "بهدف -- كما قال-- "إجراء التعديلات أو الإضافات التي يتعين القيام بها لإضفاء المزيد من الفعالية على أداء هذه الأجهزة". واغتنم السيد زمالي, فرصة هذا اللقاء, لدعوة الشباب المقاولين وأصحاب المؤسسات المصغرة من أجل "تنظيم أنفسهم حتى يكونوا قوة اقتراح وشريك بناء و إيجابي للسلطات العمومية من أجل نشر وتعزيز روح المقاولاتية وتطوير المؤسسة المصغرة". بدوره, ركز وزير الثقافة ,عز الدين ميهوبي ,خلال مداخلته على ضرورة "إشراك الشباب في بناء المستقبل و إبلاء أهمية قصوى لتطوير المنظومة التعلمية لمواكبة التطورات الحاصلة في مختلف المجالات".