أوضحت الحرفية العوني مليكة المختصة في اللباس التقليدي الصحراوي والأفرشة التي تجسد تراث منطقة تقرت أن الجزائر تملك طاقات هائلة في الصناعة التقليدية، من شأنها أن تساهم في تعزيز اقتصاد الدولة على غرار عدد من الدول التي تستثمر في صناعاتها الحرفية ، مؤكدة على ضرورة تطوير قطاع الصناعة التقليدية ببلادنا ، من خلال دعم منتجات الحرفيين بدءا من فتح أسواق خاصة بهم و الاهتمام بتسويق المنتوج الحرفي وكذا إقحامه بقوة ، وعرضه داخل الفنادق المتواجدة عبر كامل التراب الوطني والمنتجعات السياحية والمطاعم، مثلما هو الحال في معظم الدول منها الدول المجاورة التي جعل من الحرف ركيزة لنموها. كما كشفت أن غياب هذا الدعم أثر سلبا على تلك الحرف والقطاع خصوصا، في ظل نقص المعارض الدولية المنظمة بالجزائر ،بالإضافة إلى غياب مؤسسات تتكفل بذلك، و في حديثها عن المشاكل و الصعوبات التي تواجه الحرفيين ذكرت السيدة العوني مليكة أن أكبر مشكل يواجههم هو مشكل تسويق المنتوج بالدرجة الأولى ، حتى من خلال مشاركاته بالمعارض المحلية و الدولية ، حيث يتكبد الحرفي مصاريف كثيرة، و هو ما يتطلب حسبها دراسة لكيفية تسويق المنتوج الحرفي بالجزائر من طرف الجهات المسؤولة التي من شأنها أن تدعم الحرفيين من جهة ، و تساهم في تطوير قطاع الصناعات التقليدية من جهة أخرى. و تعتبر الحرفية العوني مليكة واحدة من الحرفيات اللواتي يحاولن جاهدا الارتقاء بالموروث والحرفة ، حيث اتخذت من اللباس التراثي و الأفرشة التقليدية التي تمثل منطقة الصحراء الجزائرية مهنة استجابت لها بجميع حواسها و مهاراتها في إضفاء اللمسات العصرية عليها ،حتى تجعل منها منتجات رائعة يعجب بها كل من يراها خلال مشاركاتها الدولية مثل دبي ، الكويت، فرنسا ، تونس و غيرها من الدول، لاسيما أن منتجاتها حرفية مائة بالمائة ، بدءا من المادة الأولية التي تنسج بألوان لمواد طبيعية تجسد ألوان الصحراء ، وصولا إلى التطريز المستوحى أشكاله من التراث الذي تسعى إلى الترويج له عبر كامل التراب الوطني وخارجه ، خاصة وأنه يتعدى كونه منتوجا حرفيا تقليديا، بفضل مسايرته عالم الموضة والأزياء العالمية على مدار 20 سنة من العمل .