الحراك الشعبي السلمي عصف بعبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للعمال الجزائريين الذي رمى المنشفة تاركا مكانه لزميله لعباطشة سليم الذي كان أمينا عاما لفدرالية عمال الصناعات الغذائية الذي زكاه يوم الجمعة المؤتمر ال 13 للمركزية النقابية المنعقد بالجزائر العاصمة. وقد كان رحيل سيدي السعيد منتظرا نتيجة الضغط المسلط عليه ومطالبة العمال برحيله نظرا للشبهات الدائرة حوله وتواطؤه رموز الفساد السياسي والمالي على حساب العمال ومصالحهم والاقتصاد الوطني فقد كان شريكا في قرارات الثلاثية ( الحكومة وأرباب العمل والمركزية النقابية) وتسبب في ضياع أموال صناديق الضمان الاجتماعي التي أودعها في بنك الخليفة المفلس وغلق المؤسسات العمومية وتسريح العمال وتدهور القدرة الشرائية: فطيلة 22 سنة لم يقدم شيئا ملموسا للعمال بل كان حليفا وصديقا وفيا للسلطة الفاسدة المتسلطة وعصابة المال القذر والفساد وقد عمل وسيطا لشراء مؤسسات في فرنسا لإنقاذها من الفساد ولهذا يعتبر ذهابه انتصار للعمال وللحراك الشعبي وعلى خليفته أن يعيد الاتحاد الى مكانه الصحيح بالدفاع عن العمال وحقوقهم المادية والمعنوية كما فعل الشهيد عيسات إيدير رحمه الله ( 1959,1919) الذي أسسه في 24 فبراير 1956ورغم حظر فرنسا له في مارس الموالي فقد واصل نشاطه وانشا له فروعا في المغرب وتونس وفرنسا واستطاع التعريف بالقضية الجزائرية لدى نقابات العمال في العالم وفضح جرائم الاستعمار الفرنسي الذي القى عليه القبض في 13ماي 1956 استفاد من حكم البراءة من المحكمة العسكرية في 13جانفي 1959 لكن السلطات الفرنسية لم تفرج عنه وتعرض للتعذيب الشديد الذي ادى الى استشهاده في 26 جويلية 1959. وواصل رفاقه النضال تحت قيادة جبهة التحرير الوطني من اجل تحرير الوطني وساهم العمال بأنفسهم وأموالهم في الجزائر وفي فرنسا نفسها حيث قاموا بمظاهرات 17 اكتوبر1960 وقدموا شهداء على مذبح الحرية بالإضافة إلى تمويل الثورة بدفع الاشتراكات التي بلغت 500 مليون فرنك فرنسي سنة 1961. وبعد استرجاع الاستقلال والسيادة الوطنية وتم فرض النظام الاشتراكي وحكم الحزب الواحد المتمثل في حزب جبهة التحرير الوطني ومنع التعدية الحزبية والنقابية وأصبحت المنظمات الجماهيرية تابعة للحزب ومنها الاتحاد العامل للعمال الجزائريين الذي ظل ينشط ويدافع عن العمال والقطاع العام وبعد أحداث أكتوبر 1988 والانتقال إلى الديمقراطية والتعدية الحزبية والنقابية بصدور دستور 23 فبراير 1989بقي الاتحاد متمسكا بمواقفه مواليا للنظام وشريكا له وقد انتخب عبد الحق بن حمودة أمينا عاما له ولعب دورا كبيرا خلال العشرية السوداء باتخاذه مواقف سياسية معادية وشارك في تأسيس جبهة إنقاذ الجزائر التي دعت إلى وقف المسار الانتخابي الذي تم في 11 جانفي 1992 باستقالة أو إقالة الرئيس الشادلي بن جديد وحل المجلس الشعبي الوطني وإحداث حالة فراغ دستوري وإدخال البلاد في أزمة سياسية وأمنية وعشرية دموية وحاول الدفاع عن العمال الذين حصلوا على بعض المكاسب مثل تخفيض ساعات العمل الاسبوعي من 48 ساعة الى 40 ساعة لكنهم فقدوا الكثير مع اغتياله بالجزائر العاصمة يوم 28 جانفي 1997 وخلفه عبد المجيد سيدي السعيد حيث تم حل المؤسسات العمومية وتسريح نصف مليون عمل في عهد الوزير الأول أحمد أويحيى نزيل حبس الحراش والمتابع في قضايا الفساد فهل يستطيع الاتحاد التخلص من التبعية للسلطة التنفيذية ويبتعد عن السياسة ويكتفي بالعمل النقابي ؟.