بعد سنوات من اكتساح اللاجئين الافارقة والسوريين شوارع وهران على غرار باقي ولايات الوطن لطلب الصدقة و استعطاف المارة تعود المتسولات الجزائريات الى الواجهة الى درجة ملفتة للانتباه حيث تكاد لا ترهن وحيدات بل رفقة أطفال ورضع في مشاهد للبؤس والشقاء وسط شوارع و ساحات مدينة سياحية بحجم وهران تستعد لاحتضان حدث رياضي متوسطي خلال أق من سنتين فقط. شوارع خميستي و العربي بن مهيدي والامير عيد القادر بوسط مدينة وهران اشهر من نار على علم بات تواجد المتسولين الجزائريين بها ملفتا للانتباه حتى أنه يخال البك أن الامر منظم كيف لا وهن بأطفالهن توزعن بطريقة محكمة ومنظمة مما يثير الكثير من التساؤلات حول من يقف وراء هاته الأمهات الصغيرات اللواتي تحاولن استعطاف المارة بالرضع و الاطفال بحثا عن صدقة لشراء حليب أو "سندويتش" تسد جوعهم . في احد زوايا خميستي تجلس فتاة في رعيان شبابها تضع رضيع لم يفطم بعد على حجرها تمد يدها بين الفينة والاخرى للمارة خاصة السيدات تطلب منهم بضع دنانير لتشتري علبة حليب تسد جوع رضيعها ، وبصحن صغي تضع دنانير المحسنون، التي لا تكفي حسبها ضمان ثمن حليب الرضع المعروض بالصيدليات فتضطر حسبها الى المكوث طيلة النهار حتى تضمن ذلك بالرغم من قساوة بعض المارة و نظراتهم غير البريئة ناهيك عن حرارة موسك الصيف التي لا تطاق . محاولتنا التقرب منها لم تجد نفعا بالرغم من الصدقة التي منحنها لها الا انها قالت أن لا تملك من يعيلها و هو الامر دفعها الى الخوج للتسول رفقة ولدها بعد أن وجدت نفسها وحيدة وهي أمًّا عازبة، تملصّ أب الطفل من المسؤولية و رفضتها العائلة بل لفظتها الى الشارع الذي لا يرحم على حدّ قولها . والغريب حسب من تحدثنا اليهم عن ظاهرة تواجد الفتيات في الشارع والتسول برضع و مواليد أ، قصصهن متشابهة كلهن ضحية نزوة عابرة وكلهن امهات عازبات ولا معيل لهن وهو ما يثر الكثر من الشكوك حول صحة الحكايات لكن المؤكد هو أن هؤلاء الاطفال الضحايا يقاسمون مشاعر الألم والأسى و "التمرميدة " حين تراهم يوميا تحت أشعة الشمس صراخهم يصم الاذان عندما يشعرون بالجوع أو الالم وهم لا ذنب لهم مما ارتكبته أمهاتهن في لحظة نزوة ان صحت حكايتهن . هذه المشاهد المخزية لأمهات برضع وأطفال لا تميّز وهران عن باقي ولايات الوطن فقط ، فالمتجول في الشوارع بمختلف المناطق الجزائر العميقة وفي الساحات العمومية و عبر الطرق السريعة، يقف على قوافل من المتسولين، وأغلبهم نساء بل فتيات في عمر الزهور جزائريات و أخريات من جنسيات أفريقية و سوريات يحملن صغارا ورضعا تحت درجة حرارة لا تطاق وفي أوقات الذروة في مشاهد تبعث على الشفقة حينا والاستنكار حينا آخرا للمنحى الخطير الذي وصلت اليه ظاهرة استغلال أطفال في التسول . وفي أخر دراسة قامت بها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، حول استغلال الاطفال في التسول مست 20 ألف طفل بالجزائر، انتهى الباحثون الى الوصول بأن 5 إلى 7 آلاف طفل يعيشون على التسول، علما أن هؤلاء بدون عائلة ولم يلتحقوا بمقاعد الدراسة، كما كشفت الدراسة ايضا وجود أطفال دفعهم أهلهم إلى التسول حتى وإن كانوا متمدرسين، و بعض الأولياء يؤجرون أطفالهم الرضع حتى يستغلوا لأغراض التسول، تماما كما وقع في ولاية وهران، حيث أجرت امرأة أطفالها الرضع لأناس يستغلونهم في التسول.تقول الدراسة التي داولتها وسائل الاعلام . الى الطرقات، والساحات العمومية و الأسواق وأبواب المساجد، وجدت المتسولات المقابر في يوم الجمعة ضالتهن، حيث يستغلن زيارة العائلات لموتاها لطلب الصدقة ، وبالإلحاح والإصرار يستعملن عبارات الشفقة ناهيك عن ثياب رثة لاستعطاف زوار الاضرحة ، والملفت للانتباه أن هؤلاء المتسولين قد يصلون الى التشاجر فيما بينهم بسبب الصدقة دنانيرا كانت أم تمرا أو حلوى في مشهد مقزز .