قدم الكاتب المسرحي كمال أدرقيشي أول أمس الخميس بوهران، نصا دراميا يحمل عنوان «الحلم المنطفئ «، في لقاء دافئ احتضنه مركز التوثيق الاقتصادي و الاجتماعي «صوفيا»، الكائن بشارع العربي بن مهيدي ، حضره جمع من المهتمين بالثقافة والفن ، الذين استمتعوا بالسرد المميز وكذا بالحضور الأنيق لكمال أدرقيشي ، الذي زاد من جمالية هذا الفضاء الدافئ ، الذي يعد بحق تحفة معمارية من التاريخ... كانت قراءة تمثيلية أكثر منها عادية أو تقليدية ، تجرد فيها كمال من بدلته الكلاسيكية ، لينصهر في شخصية «موح ديالنا» ... فتى يحمل على عاتقه مشروع مجتمع ، رغم أن سنه لا يتعدى الثلاثة عشر ربيعا ، يقرر «الحرقة « في عرض البحر نحو مصير مجهول ، هربا من الحقرة والظلم ، من هنا أبحر الحضور في تفاصيل هذه القصة المؤثرة ، تارة باللهجة الجزائرية ، و تحديدا العاصمية ، باعتبار أن الكاتب كمال أدرقيشي ابن الحراش ... و تارة أخرى باللغة الفرنسية ، كان الانتقال فيها سلسا من نص إلى آخر بلغة المسرح ، مليئا بالأحاسيس المؤثرة و مشحونا بالانفعالات ، وكلها عناصر جعلت من هذه القراءة ، مقاربة أولية لبعث الروح والحركة في هذا النص ، و الحرص على اخراجه من حالة الجمود ، كما جاء على لسان كاتبه « أردت أن أمنح هذا النص الذي كتبته منذ حوالي شهرين الحياة « ، تمهيدا لتجسيده على خشبة المسرح ، ويبقى هذا الهدف الأول و الأخير لمؤلفه. « الحلم المنطفئ « هو شحنة من الانفعالات و التعبير المجازي ، تتداخل فيه الأحداث لتزداد قوة ، تفنن الراوي في رسم لوحة جميلة بفصولها و مشاهدها القوية ، بإحساس كبير و تأثر يفوق الوصف بكثير ، للبوح بمرارة منفى الروح و هجرة الجسد ، من خلال الربط بين ثنائية الحب والسلم و الجنون و الموت ، و نظرا لقوة الأحداث وتسارعها ، لم يتمكن كمال أدرقيشي من إكمال قراءة النص كاملا ، و اكتفى بسرد قدر من المقتطفات ، فخرج من شخصية «موح ديالنا» و حالة الانفعال التي عاشها من خلال هذا النص بهدوء، و عاد سالما إلى أرض الواقع !! بعد رحلة ممتعة و مؤثرة في نص «الحلم المنطفئ « التي تقاسمها معه الحضور. للعلم، كمال أدرقيشي هو ممثل وكاتب مسرحي ، و رئيس التعاونية الثقافية و الفنية « مسرح الشارع « بالحراش في الجزائر العاصمة ، حط الرحال بوهران منذ حوالي سنة ، لخوض مغامرة مسرحية جديدة بعاصمة الغرب الجزائري التي سحرته وقرر العيش فيها.