تعود ذكرى الفاتح نوفمبر ويعود معها الحديث عن شهدائنا ومجاهدينا الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، ومن بين رجال الوطن الأشاوس الذين خلّدوا أنفسهم بأحرف من ذهب رفقة الملايين من الجزائريين، نذكر المجاهد المرحوم بوعرفة سليمان من وهران، المولود بتاريخ 21 ماي 1933 بعين الصفراء ولاية النعامة، حيث تربى في بيت عائلي محافظ ومتواضع، وعند بلوغه سن ال23 انخرط في صفوف جيش التحرير الوطني عام 1956 بجبل مرقاد الواقع بمنطقة عين الصفراء. تقلد عدة رتب آخرها رتبة ملازم بالجيش المتكون من 30 مجاهدا، وكان هدفه الوحيد هو رفع راية التحرير وطرد الاستدمار الفرنسي الغاشم من البلاد، انتقل المجاهد بوعرفة سليمان الذي توفي في 25 نوفمبر 2002 ببلدية بن فريحة عن عمر ناهز ال68 عاما، إلى مدينة وهران ليشتغل شرطيا ببلدية بوفاطيس عام 1963 حتى تحصل على التقاعد، وبعدها عيّن أمينا عاما لقسمة بن فريحة التابعة للمكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، وأمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني ومسؤولا عن فرقة الدفاع الذاتي، التي تجندت دفاعا عن الوطن ضد الإرهاب الأعمى في العشرية السوداء. كما شارك المرحوم في معركة الرمال وأبلى فيها رفقة الجزائريين البلاء الحسن، حيث يذكر مصطفى حريبي الذي كان سائقا للرائد محمد قنتار أحد كوادر جيش شعباني المولود في قمار بولاية الوادي، أنه وإثر نخوة الشعب الجزائري، الرافضين ل« حقرة « نظام المخزن المغربي، الذي اعتدى على سيادتنا وأراضينا مباشرة بعد الاستقلال، أنه هب العديد من المتطوعين للدفاع عن حرمة بلادنا، حيث جاءه ليلا بوعرفة سليمان الذي كان وقتها رئيسا للبلدية، وكان منتسبا إلى جيش سليمان لكحل المكنى بالنمر الأسود، قائد الولاية الخامسة، حيث أجهش بالبكاء وقال لمصطفى حريبي، « إن المغاربة دخلوا تندوف» معبرا عن استعداده لحمل السلاح مجددا لطردهم من أراضينا التي احتلوها عام 1963... هذا وعرفانا بدوره قبل وبعد الاستقلال، تم تسمية متوسطة بلدية بن فريحة باسمه، تخليدا لهذا الرجل الذي لا يزال أبناؤه يتذكرون كيف رباهم على حب الوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيل أن يبقى حرا مستقلا.
