البرلمان الاوربي ترك مهامه الاساسية المتمثلة في متابعة القضايا والمشاكل التي تعيشها شعوب دول الاتحاد الاوربي ومنها مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا وراح يتطلع الى خارج القارة العجوز بتحريض من بعض النواب الذين يحنون الى عهد الاستعمار البغيض والسيطرة على الشعوب الضعيفة والفقيرة لاستعباد ابنائها ونهب خيراتها ولم يدركوا أن زمن الاستعمار قد ذهب الى غير رجعة فالناس أحرار كما ولدتهم أمهاتهم بمختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وأوطانهم ولم يعد الرجل الابيض سيدا لهذا العالم بعد أن هبت ريح الحرية والاستقلال على مختلف بلدانه ومنها الجزائر التي تعرضت للاحتلال الفرنسي سنة 1830 والذي يعتبر أبشع وأقذر احتلال عرفته في تاريخها الطويل فقد قتل الغزاة الفرنسيون نحو ستة ملايين جزائري ظلما وعدوانا وابادوا قبائل وقرى بكاملها كما حدث لقبيلتي العوفية واولاد ارياح وقرية الزعاطشة وخربوا مدنا واحرقوا البساتين والمزروعات ونشروا الفقر والمجاعات ونهبوا الخزينة وفرضوا الضرائب المرهقة على الجزائريين الذين صاروا غرباء في وطنهم يخضعون للقوانين الزجرية والعقوبات الجماعية ومنها قانون الاهالي السيئ الذكر والمشؤوم ولكنهم لم يستسلموا وكانت ثورة أول نوفمبر 1954 بداية الخلاص من الظلم والتسلط والطغيان حيث ابلوا فيها البلاء الحسن وقدموا اغلى ما يملكون من الرجال والنساء فاستشهد 1.5 مليون فداء للوطن ومن اجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية التي نالوها بدمائهم وبطولاتهم وتضحياتهم في 5 جويلية 1962 ليتفرغوا لبناء الدولة الجزائرية من جديد ليعيشوا في أحضانها في أمن وسلام واطمئنان وقد حققوا الكثير من الانجازات رغم الاخطاء والصعوبات والعثرات واستطاعوا رغم المحن المحافظة على الدولة الجزائرية المحبة للأمن والسلام والمناصرة للقضايا العادلة في العالم ولحقوق الشعوب في تقرير مصيرها والرافضة للظلم والعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للغير. الدولة الجزائرية التي تريد التعاون وحسن الجوار وحل النزاعات عن طريق الحوار والمفاوضات بعيدا عن الحرب والعنف والتطرف والتي لا ترضى ان يتدخل الآخرون في شؤونها الداخلية. لقد أخطأ البرلمان الأوربي بمحاولته الدنيئة فالجزائر ليست ضعيفة كما يعتقد الخراسون المتنطعون من أزلام الاستعمار والاممية الاشتراكية والمتطرفون اليمينيون وكل الخليط الذي اجتمع في ستراسبورغ الفرنسية ليناقش الوضع في الدولة الجزائرية الحرة المستقلة وغرهم ما ينشر في بعض وسائل الاعلام وما يصدر عن بعض الاشخاص الذين تعودوا على الصياح كلما مست مصالحهم ومصالح أسيادهم في الضفة الاخرى للبحر المتوسط. لقد اعتقدوا ان الجزائر ضعيفة ومنشغلة بالحراك الشعبي فارادوا أن يعكروا جو الانتخابات الرئاسية والعمل على تعطيلها لأحداث الفوضى في البلاد وزرع الفتنة لكن فاتهم أن الشعب الجزائري مسلح بالحس الوطني وبالوعي الكبير لمصالحه ولا يريد الا الاصلاح والخير لوطنه لهذا كان الرد أقوى من كل اللوائح والبيانات والتصريحات فتحركت الجموع في مظاهرات عارمة منددة بموقف البرلمان الاوربي المخزي كما تحركت المنظمات والجمعيات مستنكرة ورافضة للائحة البرلمان الاوربي الذي عليه ان يتراجع ويعتذر للجزائر التي تقول له (لا لا بالفم الملآن ).