يثير مبنى "شاطوناف" الذي لا يزال منذ 32 سنة عبارة عن هيكل اسمنتي، حيرة سكان مدينة وهران وزوارها، إذ وبالرغم من إقرار السلطات الوصية، تحويله إلى مقر لبلدية وهران، إلا أن أشغال تهيئته لا تزال متعثرة في كل مرة، لأسباب وحجج غير مقنعة رغم توفر الغلاف المالي الذي حدد ب2 مليار دينار واختيار الشركة المقاولة المكلفة بالإنجاز (وهي شركة تركية) وفي كل مرة يؤكد المسؤولون أن سبب تأخر بعث الأشغال يكمن في وجود عراقيل في الإجراءات الإدارية ..! وكان والي الولاية عبد القادر جلاوي قد أكد خلال السنة الماضية في إطار حديثه عن المشاريع العالقة على مستوى الولاية، أن الأشغال ستنطلق نهاية أكتوبر من 2019 إلا أن الوضع بقي على حاله، من إهمال واهتراء في بعض أجزائه حتى أصبح مبنى "شاطوناف" الشامخ حديث العام والخاص بعد تعاقب عدة أجيال، ولم تر تغيرا في صورته الحالية، منذ ثمانينات القرن الماضي، ما يؤكد فشل كل من مديرية التعمير ومصالح الولاية في تجاوز التعقيدات الإدارية، التي حالت دون اتمام أشغال هذا المشروع الضخم المتواجد في موقع استيراتيجي، على بعد أمتار قليلة من ساحة أول نوفمبر وبمحاذاة "قصر الباي" تحديدا بشارع "مفتاح قويدر" وهو الموقع الذي لا يمكن إهماله ولا تناسي أهميته.. تأخر إطلاق الأشغال لمدة 3 عقود أثار الكثير من التساؤلات، حول ما يحيط بالمشروع أو المبنى وهذا ما ذكره مختصون في الهندسة المعمارية، مبرزين أن المشروع لن يكتمل وقد يتم هدمه كونه متواجد فوق وعاء عقاري، مصنف كموقع أثري وإنجاز المبنى منذ البداية يعتبر جريمة في حق التراث المادي خاصة، وأنه قريب من "قصر الباي" التاريخي، وتبقى حالة الغموض تكتنف مستقبل مبنى شاطوناف وأشغاله المجمدة منذ عقود دون أسباب واضحة..