تثبت المرأة الجزائرية، في كل مرة حضورها القوي والفعال في المواقف الإنسانية والعمليات التضامنية، حيث أنها تقف جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل، لتسجل بصمتها في رسم الابتسامة على وجوه المعوزين، خصوصا في هذا الظرف الصعب، الذي تعرفه البلاد، إذ لا يمكننا أن نتجاهل دورها الكبير في تعزيز المبادرات الخيرية من خلال تطوعها لتحضير مختلف الأطباق الرمضانية، لفائدة العائلات المحرومة والمتضررة من الحجر، حيث أنها تضحي بوقتها وأسرتها لتكون حاضرة في المشهد التضامني الإنساني، وهو فعلا ما لمسناه أمس خلال تواجدنا بمقر جمعية لجنة الوفاق لحي 1300 مسكن "عدل" عين البيضاء، حيث استقبلتنا الطباخات بالزغاريد، وهن مرتديات لباس الطبخ والكمامات والقفازات، في أجواء أكثر من رائعة، والأهم أنهن كنّ سعيدات بما يقدمنه من خدمات إنسانية في هذا الشهر الفضيل، بقلب مليء بالتفاؤل والمحبة والكثير من الأمل للخروج من هذه المحنة التي تعرفها البلاد . وعن ظروف العمل أكدت السيدة راشدي جميلة، أنهن يبدأن عملهن التطوعي في حدود الساعة التاسعة صباحا، من أجل توفير ما بين 150 إلى 200 وجبة يوميا، لفائدة العديد من المتطوعين والجمعيات الذين يتكفلون بتوزيعها على الفئات الهشة، مضيفة أن جريدة "الجمهورية" أول مؤسسة إعلامية، يتعاملن معها في هذا العمل الخيري، حيث تفنن في إعداد 200 وجبة ساخنة لفائدة الأشخاص بدون مأوى وعابري السبيل، في جو عائلي متميز، تسوده الأخوة والفرحة، وهو نفس الانطباع الذي أدلت به السيدة بلقندوز، وهي رئيسة الطباخات، حيث وصفت الاجواء بالأكثر من رائعة، حيث تتكفل كل طباخة بإعداد مهمة خاصة، تؤديها على أكمل وجه، موجهة شكرها إلى المحسنين الذين لم يبخلوا بالمساعدات منذ بداية الشهر الكريم، علما أن عملهن اليومي الشاق، قد ينتهي في حدود الساعة السابعة مساء.. أما مغربي فاطمة الزهراء، وهي متقاعدة أكدت أنها لبت نداء جمعية الوفاق، من أجل المشاركة في هذا العمل الخيري، باعتبار أن مثل هذه المبادرات، تستدعي مساهمة الجميع، خاصة في هذا الشهر المبارك، الذي لا بد أن تكثر فيه الصدقات.. وفي الختام دعت الطباخات العائلات الوهرانية، إلى ضرورة البقاء في المنزل، والاتسام بالوعي والمسؤولية، حتى يرفع الله عنا هذا الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها.