ارتأينا أن نتطرق إلى ملف الأعلاف هذا الأسبوع نظرا لما يشهده من غلاء فاحش أرق المربين حيث أصبح البحث عن الأغذية سواء الموجهة للمواشي أو الدواجن شيءً متعبا و مكلّفا للغاية ما انعكس سلبا على سوق المواشي و اللحوم . و تبيّن من خلال طرحنا للموضوع أن الموالين بالنعامة يواجهون عدة مشاكل لاقتناء الأعلاف فتجدهم يتخبطون بين التصحّر و الجفاف و الأعلاف المغشوشة بالإضافة إلى الصراعات حول المراعي. أما بولاية تيارت فألقت كورونا بظلالها و أصبح الموال في رحلة بحث دائم عن العلف . و شهدت الأسواق بالشلف ركودا في بيع الدواجن والبيض لقلة العرض و الإنتاج بسبب غلاء الأغذية و عزوف المربين عن مزاولة المهنة . و بولاية البيض تجد أشخاصا لا يملكون سوى العصي و مقصّ و كلمة شرف لتسديد ما عليهم من أموال و يقولون بأنهم موالون بل هم أشباه موالين و يقومون بالمضاربة و إفساد السوق على أصحاب المهنة الحقيقيين . أما بولاية غليزان فقد تقلصّت المساحات الرعوية و بات المربون يبيعون خرفانهم لتأمين الكلأ لماشيتهم . و في سابقة بولاية سعيدة توقف البيع و الشراء بأسواق المواشي نظرا لندرة العلف و مشقة البحث عنه .و بات سماسرة بمعسكر يستغلون المناسبات و قلة الأمطار ليرفعون الأسعار لاسيما عند اقتراب شهر رمضان و عيد الأضحى . و بلغت الزيادات في أسعار الأعلاف أرقاما قياسية بمستغانم حيث فاقت ال 60 بالمائة ما تسبب في تقليص الإنتاج و إفلاس الموال . و قد رفع مربو الأبقار الحلوب بعين تموشنت شكاوى للوصايا بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف و التي قفزت من 4 إلى 6 آلاف دج في شهرين . و قد أكد الموالون بتلمسان أن المضاربة ليست وليدة اللحظة و لم تكن أزمة كورونا السبب الرئيسي بل أن مشكل غلاء الأعلاف قائم منذ 8 سنوات و لهذا طالب 1400 مربي بلجنة تحقيق لمعرفة أسباب الندرة والغلاء كما طالب المجلس المهني للحوم الحمراء بضرورة مراقبة مستودعات التخزين و توسيع زراعة الكلأ بالصحراء لمواجهة مشكل العلف . و قد وصلت أسعار الصوجا والذرة إلى 6500 دج بأدرار .