- جمع 900 طن من القاذورات يوميا والعملية ستمس كافة البلديات بعد 15 يوما من تراكم وتكدس القمامة المنزلية، بمختلف الأحياء والمجمعات السكنية بالولاية، والذي نجم عنه استياء وتذمرا كبيرين من قبل ساكنة وهران، جراء هذه الوضعية البيئية الكارثية، والتي تزامنت مع الوضع الصحي الخطير الذي تمر به البلاد بسبب انتشار فيروس «كورونا»، بادرت السلطات الولائية وبصفة استعجالية بتنظيم حملة واسعة لتنظيف المحيط بمختلف المجمعات السكنية لبلدية وهران، كبداية لسلسلة من الحملات المماثلة التي ستشنها الجهات الوصية عبر العديد من البلديات على غرار السانيا وبئر الجير وعين الترك وغيرها من بلديات وهران. الانطلاقة كانت في حدود الساعة الثامنة، وبالضبط بمصلحة النظافة والتطهير لبلدية وهران الواقعة بالطريق الاجتنابي الثالث، حيث التقى فيها مختلف الممثلين عن الهيئات والمديريات التي شاركت في هذه المبادرة الكبرى، بتوفير وسائل مادية وبشرية هامة لإنجاح هذه الحملة على غرار البيئة والصناعة والري و«سيور» وغيرها من الجهات لإنجاح هذه الحملة، وفي هذا السياق أكد رئيس دائرة وهران أن الحملة جاءت طبقا لتوصيات والي الولاية، الذي بادر بهذه الحملة بإشراك جميع الفاعلين، مشيرا إلى أن الحملة ستمس 42 نقطة سوداء بالمجمع السكني لبلدية وهران، مضيفا أن العملية تم تجنيد لها أكثر من 400 عامل نظافة، تابعين لمختلف الهيئات مع تسخير أكثر من 75 عتادا وآلية متحركة، منها 55 شاحنة من الحجم الكبير و11 مجرفة و13 جرارا و7 جرافات، إلى جانب الصهاريج وغيرها من وسائل العمل، وحسب رئيس الدائرة فإن النقاط السوداء ترتكز في عدد من المناطق على غرار : سيدي الهواري وبوعمامة والبدر، لقرب هذه المناطق من البنايات الفوضوية، موضحا أنه وخلال عمليات المعاينة تبين أن العديد من المواطنين يقومون برمي بقايا ورشات البناء على غرار : الإسمنت والحصى والأتربة وغيرها من مخلفات البناء مع القمامات المنزلية، وهو أمر مخالف للقانون، وعليه فإنه سيتم اتخاذ إجراءات ردعية في حق المخالفين بتغريمهم بمبالغ مالية جراء هذا السلوك غير الحضاري. كما صرح السيد طاهر بن طاهر، رئيس خلية البيئة والمحيط، أنه تم تجنيد 60 عاملا وشاحنتين وجرافتين بالقطاع الحضري لحي بوعمامة، بسبب تواجد عدد كبير للنقاط السوداء والمقدر عددها بست نقاط، مضيفا أن حملة النظافة ستتواصل لتشمل جميع النقاط المتواجدة بالولاية، أما عن رئيس مصلحة التطهير والنظافة للولاية، فصرح أن عمال المصلحة يقومون يوميا بجمع 900 طن من النفايات المنزلية والمشكل المطروح حاليا هو اختلاط هذه القمامة مع النفايات الصلبة والمتمثلة في بقايا ورشات البناء، الأمر الذي يصعب من مهمة أعوان النظافة، إلى جانب أن القمامات تكون في غالبية الأحيان مختلطة بمواد طبية على غرار الإبر والزجاجات ومختلف المواد الكيميائية السامة وحتى الكمامات المستعملة للوقاية وغيرها من المواد، التي تشكل خطورة كبيرة على العمال، أما عن رئيس لجنة خلية الإصغاء للمجتمع المدني السيد طارق قبايلي، فصرح أنه على حسب الخرجات الميدانية التي قام بها أعضاء اللجنة، تبين أن الشغل الشاغل للمواطن ولجان الأحياء هو نقص النظافة بأحيائهم وقد قامت اللجنة برفع تقرير إلى الوالي. شاحنات النظافة تطهر حي «ليسكير» وخلال هذه الحملة الواسعة لتنظيف البيئة والمحيط رافقت «الجمهورية» عمال النظافة التابعين لمؤسسة وهران نظافة، إلى حي «ليسكير» بالقطاع الحضري سيدي البشير لتنظيف النقاط السوداء به، وخلال تواجدنا بعين المكان لاحظنا أكواما كبيرة من الأوساخ متراكمة قرب مديرية الفلاحة وحسب بعض الساكنين فإن شاحنات النظافة، لم تمر بالمنطقة منذ أسبوعين، الأمر الذي نجم عنه هذه الكارثة، مطالبين بضرورة وضع حل استعجالي لهذه المعضلة، لأنها تشكل خطورة على صحة السكان، لاسيما أن القمامة أصبحت مصدرا حقيقيا للروائح الكريهة والحشرات والناموس. هذا وأشار مصدر من «مؤسسة وهران نظافة» أنه ولإزالة النقاط السوداء بالحي تم تخسير 20 عاملا وأكثر من شاحنتين. يجدر الذكر أن الحملة جاءت كنتيجة حتمية للوضعية البيئية الكارثية، بسبب إضراب عمال مراكز الردم وأصحاب الشاحنات الخواص بسبب المستحقات، وهو ما نجم عنه هذه المعضلة.